كيف أعاودك و هذا أثر غدرك

أوتاد
أحمد الفكي
لنردد معاً كما يمليه الوازع الوطني ( جيشٌ واحد .. شعبٌ واحد) و الموقف يتطلب ذلك .
من ضمن العلامات الأربعة للمنافق ( إذا عاهد غدر ) وها هو البيان بالعمل من القائد المتمرد لقوات الدعم السريع المتمردة وهو الذي عاهد وما برح يخون الجار و الصديق و الحليف و الوطن برمته . و قبل الخوض و الإسترسال فيمن خاض حرباً هو الخاسر فيها لا محال في ذلك لانه مليشا و من يناصبه العداء جيش نظامي صاحب عقيدة قتالية قارب القرن منذ تأسيسه ، يشهد له العالم بكفاءته الفذة .
علينا أن نُقلب صفحات تاريخ التراث العربي ، لنجد ضمن صفحاته الحِكم و الأمثال الخالدة التي تكون دروساً و عبر في الحياة و من ذلك ما درسناه في كتاب المطالعة عندما كنا في المرحلة الإبتدائية ولا زالت الذاكرة محتفظة به حيث جاء في ذلك الكتاب : أنه كان هناك أخوان متحابان تشاركا كل شيء في الحياة، وكانا يرعيان الإبل في وادٍ خصيبٍ ، وفي يوم من الأيام عمَّ الجفاف وانتشر فأجدبت البلاد، وقل الزرع، وندر الكلأ أو العشب الأخضر، وكان بجوار بلادهما واد خصيب، مليء بالزرع والشجر والأعشاب، وكانت في ذلك الوادي حية تحميه وتمنع أي أحد من الاقتراب منه أو الرعي فيه.
فقال أحد الأخوين للآخر : يا أخي، لو أني أتيتُ هذا الوادي المكلأ فرعيتُ إبلي في العشب الأخضر وأصلحت حالها بعدما ضعفت . فرد عليه أخوه قائلاً: إني أخاف عليكَ من حية ذلك الوادي! فلا يوجد أحد يذهب إلى ذلك الوادي إلا وأهلكته.
أصر أخوه على النزول إلى وادي الحية وقال : فوالله لأفعلن. فنزل أخوه في ذلك الوادي وأخذ يرعى إبله فيه لفترة من الزمن، ثم قامت الحية بنهشه وقتلته . وحزن أخوه عليه حزنًا شديدًا، وقال : لا يوجد في الحياة خير بعد أخي، وأقسم ليطلبن الحية فيقتلها ويثأر لأخيه القتيل، أو ليلحق بأخيه.
هبط الأخ إلى الوادي وبحث عن الحية ليقتلها، فوجدها واقتتلا فقدر عليها، وعندما هم بقتلها انتقاماً لأخيه، قالت له الحية: ألا ترى أني قتلت أخاك؟ قال لها : نعم، وها أنا أثأر له. فقالت له الحية : هل لك في الصلح، وأدعك ترتع في هذا الوادي كيفما شئت، وأعطيك كل يوم ديناراً من ذهب. فقال لها: أوَ فاعلة ذلك أنت ؟ فقالت له : نعم. فقال لها : إني فعلت ذلك، وأخذت عليه المواثيق والعهود على ألا يضرّها أبداً
أخذ الأخ ينزل الوادي وقتما شاء، ويذهب فيه إلى أي مكان شاء، وحافظت الحية على عهدها وفي كل يوم تعطيه دينارًا، حتى كثر ماله، وعظم جاهه، وكبر سلطانه، وزادت تجارته، وأصبح من أغنى الناس، وأحسنهم حالاً.
وبعد مرور فترة من الزمن تذكر دم أخيه، ولم ينس من قتله، فثار دمه، وعزم على الانتقام له، وقال في نفسه: ماذا ينفعني العيش في هذه الحياة، وأنا انظر إلى قاتل أخي أمامي؟ فأخذ فأسًا بيده، وعزم على قتلها، فقعد لها ينتظرها، وسارت الحية أمامه فتبعها، وقبل أن تدخل جحرها ضربها بالفأس فأخطأها، ودخلت هي الجحر، وأصاب الفأس الجبل فوق ذلك الجحر، وتركت الضربة أثرًا واضحًا على الحجر أمام جحرها.
لما رأت الحية من غدر الرجل قطعت عنه الدينار، فخاف الرجل من الحية وشرها، وندم على ما فعل، وجاء للحية وقال لها: هل نعود ونتواثق من جديد ونعود إلى ما كنا عليه من قبل. وهنا قالت الحية له قولتها الشهيرة: كيف أعاودُكَ وهذا أثرُ فأسِكَ؟
الآن بشائر النصر لقوات الشعب المسلحة أي جيشنا الهمام وقائدة العام قد أصدر تعليماته معتبراً قوات الدعم السريع قوات متمردة خارجة عن قانون قوات الشعب المسلحة و دخلت معه في حرب ، فكيف يكون التفاوض و الحوار مع المتمرد الذي لم يرعوي و كال الشتم والسباب للقائد العام و جاهر بالحرب و هو الغادر فكيف يكون الجلوس َ معه وهنا على البرهان أن يقول له كيف افاوضك و أعاودك وهذا أثر غدرك .
* آخر الأوتاد :
إلى التاجر السوداني بكل مشتقات ممارسة مهنة التجارة و انواعها المختلفة من وسائل المواصلات ، أصحاب البقالات و الأسواق ، أصحاب الخضار ، الصيدليات وو …. الخ . إحذر أن تكون من أغنياء الحرب ، أن تتبع خطوات الشيطان و. تمارس الجشع و الطمع و الأنانية برفع الأسعار . فالتعلم أن من يُقال لهم أغنياء الحرب إنَّما هي سُبة و شتيمة ووصمة عار في الجبين تُعَيَّر بها في مجتمعك قبل آخرتك و ستُحاسب دون شك يوم القيامة فيما اغترفته من جشعٍ و طمعٍ و حب ذاتٍ .