نهاية أكبر مشروع إنتهازي

أوتاد
أحمد الفكي
بادي ذي بدء نقولها و نكررها مراراً و تكراراً ( جيشٌ واحد .. شعبٌ واحد)
السواد الاعظم من شعب السودان يُقر بالخطأ الجسيم الذي مفاده عمل جسم في شكل قوة عسكرية قائدها يحمل رتبة فريق خلاء توازي القوة العسكرية النظامية ذات التاريخ العريق التي تحمل مسمى قوات الشعب المسلحة .
صدق الشاعر طرفة بن العبد عندما قال :
سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً
ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ
ها هي الأيام قد أبدت لنا ما كان يضمره المتمرد محمد حمدان حميدتي من إنتهازيةٍ عشعشت ونمت في جسمه و كبرت ككرة الثلج ، فأطلق العنان لحلم يقظته أن يكون هو حاكم السودان بعد أن وجد المعاونة و المساعدة وتزيين الشر من محاور الشر الداخلية والخارجية التي كانت تغزل له البساط الأحمر ولكن قَيَّضَ الله للسودان قوات شعبه المسلحة التي وقفت له بالمرصاد وها هي تُحقق التقدم و الإنتصار عليه و دحره بإذن الله و توفيقه .
حميدتي الذي مارس الانتهازية opportunism بدرجة ممتاز وهي بعيدة كل البعد عن معنى الفعل الإيجابي، فالانتهازيون أشخاص نالوا من الفشل نصيبهم، فالتجأوا إلى الآخرين كسلم يصعدونه، هم أشخاص يقومون بتحقيق مصالحهم على حساب مصلحة الآخر أو المصلحة العامة دون الأخذ بعين الاعتبار للقيم والمبادئ الأخلاقية،
نعم وكما جاء في مفهوم الإنتهازية هي السياسة والممارسة الواعية للإستفادة الأنانية من الظروف – مع الاهتمام الضئيل بالمبادئ أو العواقب التي ستعود على الآخرين.
أفعال الشخص الانتهازي هي أفعال نفعية بحتة تحركها بشكل أساسي دوافع المصلحة الشخصية. وينطبق المصطلح على البشر والكائنات الحية والجماعات والمؤسسات والأساليب والسلوكيات والتوجهات .
ما قام به حميدتي هو تطبيق لما نادى به نيكول ميكافيلي ( الغاية تُبرر الوسيلة) وفق إنتهازيةٍ جعلته يغدر بجيرانه ووطنه بعدما أظهر تمرداً على قائده القائد العام لقوات الشعب المسلحة . فخاض حرباً لم يحسب عواقبها ضد الجيش تضرر منها أبناء الوطن، فكم من روحٍ أُزهقت و كم من جريح أصيب و كم من بنيةٍ تحتيه هُدمت ، ولكن ها هي بشائر النصر قد لاحت بنهاية أكبر مشروع إنتهازي عرفه السودان.
* آخر الأوتاد :
اللهم احفظ السودان ، و أكرم اهله وأنعم عليهم بالأمن و الأمان و سعة الرزق و الرخاء .
اللهم انصر جيشنا .