محمدعكاشة يكتب:- رزان علي ماهر.. بُكائي عليكِ من فُؤادٍ مُوجعٍ ومن مُقلةٍ ماشُوهدت قطُ باكية

21سبتمبر2021م عامٌ مضى علي آخر لقاءٍ بيننا في القاهرة وقبلها أكتب:-
(تجاوزتُ الخمسينَ عاماً عشُتها طولاً وعرضاً لأدلفَ نحو العقد السادس أتحسّسُ خطوي وأطرافي ومشاعري والعاطفةَ النبيلة.
طوالَ تلك الأعوام من العُمر عشتُ تُقيدني الوساوسُ والظُنون وأتلكأُ يُحاصرني الخوفُ والناسُ وهاجساتُ الليالي.
صديقنا الكائن الخلوي عثمان البشري حين تعثرَ قبل سنواتٍ من شقته بالقاهرة من الطابق الخامس حارَ أطباءُ مصرَ من نجاته من موتٍ مُحقق وزادت حيرتهم أكثرَ عند تماثُله للشفاء وهم يدّلون عليه في دهشة بأنّ (إرادة) الحياة بداخله أقوى من العلةِ وأعمق.
رزان على ماهر شقيقتي الصُغرى وزوج شقيقي الأصغر المخرج مهدي نوري وزميلتي في حقل الإعلام فضلاً عن أنها جارتنا بت الموردة..بت حارتنا.
رزان ماهر مُنذ سنواتٍ تُكابد (العلة) والسنين في حالةِ إصطبارٍ لا يُطيقها سوى (العارفون) الصالحون يرون من وراء أستار الغيب.
رزان على ماهر وانا استشفي بأرضِ(مصر) تقوم كل حينٍ تدعم بداخلي (الثقة) بالله والصبر علي بلاءه على الرغم من أن حالتي خفيفة من حالة سيدنا الشيخ البرعي وهي بإذن ربنا شفاء كاملاً دون (حقنة) ومشرحة ثم هي تقومُ بمراجعة فحوصاتي ورقةً ورقة وتُطمأنني.
رزان على ماهر بقوة إرادتها وعزيمتها تكشف ضعفي وفقري وحاجتي في السنوات التي انفضت من عمري فهي رغم العلة الشديدة التي ألمت بها وتكاليفُ العلاج الباهظة وتطاول أيامه في مشافي القاهرة إلا أنها تستقبلُ الصباحات الباكرة بالابتسام والرضا وبالذكر والشكر تبذله لزوجها وأهلها وأصدقائها وأن نضرع بالدعاء لها اللهم أشف (رزان) شفاء لا يغادر سقماً.
رزان على ماهر..إن حياتي وعُمري يبدأ بعد الخمسين.)
…
ثم هي تكتُب ذات العام تدوينةً تحتفي:-
(زمااان في حيشان التلفزيون لمن يقولو محمد عكاشة ينتابني الخوف بالجد بيقولو اسمو بخاف ماعارفة ليه قابلته مرات عدة رجل فاهم مثقف صاحب نظرة ثااااقبة بس برضو بخاف منو اتذكر دخلتة مكتبه في احد الايام مع الحبيب نوري اقسم بالله انا برجف لمن طلعنا ويديني معرقة عديل 🤣🤣
شاءت الاقدار ان تجمعنا به في قاهرة المعز فاتفاجا بطيبة وجمال ورقي هذا الانسان رجل بمعني الكلمة ضاحك وبيهزر وبيحكي قصص عجيبة يااخ ربنا يديك الصحة والعافية ياعوكش كما يحلو للحبيب ذكرك 🌹🌹
استاذي الفاضل شفاك الله وعفاك وشفانا جميعا سعيدة جدا بيك وبي معرفتك عن قرب وفقك الله ورعاك 🌹🌹 ويارب العلاج يبقا حبوب بس 🤣)
رزان علي ماهر)
….
ثم رزان في حالةِ وفاءٍ غَراءُ تُبادلُ زوجها وفاءً بوفاء إذ تكتُب :-
(.. من أصعب أنواع الاختيارات هي إختيار شريك الحياة
لأنك بتختار زول حيقاسمك باقي عمرك.
حيقاسمك فرحك وحزنك.
زول حتكمل معاهو حياتك.
إختيارك للشخص بحدد شكل حياتك القادمة.
بحدد شكل تربية أولادك.
بحدد نجاحك وفشلك ومزاجيتك.
الإختيار الصاح ما هو إنك تختار الشخص الغني
او الناجح أو الموهوب أو الجميل أو المتدين.
الاختيار الصاح هو إنك تختار شخص بتبقي معاهو ناجح وغني وموهوب وجميل ومتدين.
شخص بضيف ليك مابخصم منك.
شخص بغير حياتك للأحسن.
شخص تزدهر معاهو ماتذبل
اختارو صاح يااخوانا.
دا زول مفروض يتحملك لما تصحيهو من أحلى نومه عشان تقول ليه قوم مواعيد الدكتور جات وانت نايم وتلقا لبس قدامك وطلع مع إنو إنت العيان ماهو.
دا الإختيار الصاح.)
Razan Ali Mahier
___________
ثم…
يارزان..
بكائي عليك من فؤادٍ مُوجعٍ
ومن مُقلةٍ ماشُوهدت قطُ باكية
..
لكَم سعدتُ بلقاء مهدي نوري بالخرطوم أمس الأول وهو يستبشرُ ويُبشرني باستكمالك العلاج المُقرر بل كنت أكثر سعادة قبل رحيلك المُفجع ببضعِ ساعات وانت تُعلقين علي منشوري عن الصديق عبدالقادر الكتيابي الذي دفع بيدك إلى حقل الإعلام تكتبين في تحيته وانت فطرة مجبولةً علي الصدق والوفاء وإحترام الناس.
يارزان..
لم انقطع يوماً عن صلاة العشاء والدعاء لك بمسجد السادة الادارسه بالموردة قُبالةَ منزلكم ولم يجُل بخاطري أن “عَفت الديارُ محلها ورسومها” بأن يغيب عنها رسمك وشخصك الجميل وابتسامتك الصافية ترتسم في المكان والزمان وفي قلبي المُدنف.
يارزان..
ثلاثة أشهر حسوماً قضيت بالقاهرة في صُحبتك ومهدي “الحبيب” عبارتك الأثيرة وماغَرّني لحظة طاقةُ الحياة وبارقةُ الأمل التي غمرتني بها وأنت أوثق فيما عند الله وفي رحمته الواسعه.
يارزان..
هو الموتُ الفجُوع يطرقُ الأبواب وانت ترحلين إلى كنف ربٍ رحيم وقد ابتلي صبرك علي البلاء دون جزع في اصطبار جميل لايطيقه أحد سوي المقربين الأبرار ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.