مُحمدعكاشة يكُتب :- رباح الصادق..الميثاق الأنثوي

بقلم/محمدعكاشة
الأمين خلف الله يَعرفهُ الناس مُطرباً ذا صوتٍ شجي ومادحاً يسبي قلبكَ وشِغافِه.
ثُم هُم يربطونه بنطاقِ الامام الصادق المهدي ودوائرُ الأنصار حَصراً بينما ( اللمين) إلي جانب ذلك ينشطُ في مراكز الثقافة ومنصات التنوير باحثاً في التراث حَاضاً عليه بجهده ولطفه.
الأسبوعُ الماضي يستحثُني وثلةٌ من الناس لحضور (منتدي الثقافة ) الذي تُقيمه راتباً دائرة الثقافة والتراث بحزب الامة القومي بالمركز العام ولقد حرصتُ علي حضوره مع زحمةِ الارتباطات في بلدٍ يضيعُ الوقت فيه هَدراً بلا عائدٍ يُرتجي ولا مَصلحةٍ تفيدُ الإنسان.
اللمين خلف الله رجلٌ يسعُ الناس بأخلاقه وأخلاقُ الرجال تضيقُ.. ولأنني من قديمٍ أحرص علي تسجيلُ الحضورِ والمشاركة بمُنتداه لكنني هذه المرة مضيتُ باكراً يحفزُني سببٌ أعظم وهو أن الكاتبةُ الاستاذة رباح الصادق ستُقدم ورقةً حول (المرأة والفنون ) وإتجاهاتُ الإبداع النسوي ومُثبطاتُ إنتاجه.
مُقدمُ الورقة – سيده رباح – باحثٌ موثوقِ به وصاعدُ الهِمة لا تُوهنهُ كلالةِ عن البحثِ والتدقيق وهو ما بَرزت به فيما كتبتهُ وتكتبُ.
السيّدة رباح جعلت لموضوعها وورقتها مِهاداً مُترفقاً بتوطئةٍ تاريخية لحركة الفنون السودانية وتحليلٍ اجتماعي كشفت به سوسولوجيا إبداع المرأة في حِقبٍ مُختلفة سياسياً واقتصادياً ثم هي لا تغفلُ أن تُقدم نماذج مُبدعة للمرأة واسهامها في الكتابة والرواية مثل ما استفاضت به حول (الفراغ العريض ) لصاحبتهِ ملكة الدار محمد عبدالله وكذا إسهامُ كمالا اسحاق في الفنون التشكيلية ومُساهمتها فيها فضلاً عن استدلالاتها العميقة بأدوارٍ لأخريات لسنَ ممن احترفنَ الفنون بصورة مدرسية وإنما ورثنهُ مُحاكاةً للجِدات مثلُ طقوس ولبوس عادات الجرتق واكسسوارته وتصميماته وغيره من الأعمال والمشغولات اليدوية التي تَميزت بها المرأة في السودان.
ورقةُ الاستاذة رباح الصادق كانت تحريضٌ للذّهن للبحث والاستقصاء بشأنِ الابداع النسوي في السودان وغربلةُ تراكمه في مُختلف ضروب الإبداع وهو برغم زخَم ناتج ( الذكور) المُنتشرُ إلا أن مساهمة المرأة شاخصةٌ بلا ضجيج والسيّدة رباح لا تنسي في تضاعيفِ ورقتها أن تبسطَ شيئاً من معرفتها واهتمامها بقضايا (النوع ) في مُقارباتها وتحليلاتها.
مُحاضرةُ الاستاذة رباح ورقةٌ ضافيةٌ لم ينهض إلي تسطيرها وتشطيرها كاتبٌ عجول وإنما عاكفٌ مُستبصرٌ صبور لتُقدم سيدة رباح دراسةً نقدية معمقة تحتاج إلي نقاشٍ مثمر وحوارٍ جدي لإعطاء المرأة حقها ولإبراز دورها والذي لا يغمطُها فيه أحدٌ ولا يسلُبه موتورٌ مُرواغ.
الورقةُ وموضوعها ومُقدمتُها عملٌ نحو ( الميثاق الأنثوي ) الذي طرحتهُ الورقةُ وهو ميثاقٌ غير الذي جاهرت به الكاتبةُ أحلام مستغانمي وإنما هو تضافرُ جَهدٍ يفيدُ لمصلحة المرأة وادوارها في الحياة السودانية وهي دعوةٌ للباحثات في مجالات المرأة والنوع ودراسات المجتمع للإقبال الجِدي للعمل وهي من ثم برامجُ مُقترحةٌ لمراكز الأستنارة لتكثيف الجهود في هذا الصدد مساهمةً في التنمية الثقافية والفكرية في مناخٍ تضيقُ معه حُرية التفكير والتي هي ضرورةٌ دينية قبل أن تكونَ خصيصةٌ حضارية إذ ما تزالُ الجهات ذاتُ الصلة تتلاحي حول مسألة الإذنِ لمركز الاستاذ محمود محمد طه لمعاودةُ نشاطه حسداً منها وجهالةٌ شانئةٌ والفكرُ يفلُ سلامتهُ الفكرُ ويَميزُ صحيحهُ من سقيمهِ.
شُكراً كثيراً ..سيدة رباح.
…
صحيفة أخباراليوم-
الاحد 28 أغسطس2016