أعمدة

هلال مريخ و أغنية الكنينة

أوتاد  – أحمد الفكي 

لا تختفي تداعيات مباريات القمة السودانية من ردود  الأفعال  المصاحبة لنتيجة  المباراة التي تنتهي  بانتصار وفوز  أحدهما على الآخر ، أما في حالة التعادل لا تجد اي مظهر من مظاهر ردود الأفعال العنيفة kickback علماً  أنَّ هلال مريخ  قمة قائمة بذاتها  و الكأس الذي يُخصص لها يزيدها  وهجاً  و ألقاً  و إثارةً  لا سيَّما  إذا ارتبط  الكأس بمناسبة محلية وطنية  على شاكلة إفتتاح صرح  تعليمي  أو صحي .
الظاهرة  الثقافية  التي  تطفو  على سطح  الجو الرياضي بعد نهاية المباراة  التي كانت نتيجتها  فوزاً  نجد ذاكرة  الأنصار و العاشقين  حاضرة  بترديد  الأغنية التي  فيها ذكر  لجزء  من محتوى  مكان المباراة  أو مناسبتها  و على ذلك النسق كان   الهتاف الشهير  الذي أطلقه جمهور الهلال  مناكفة و مكاواة  لجمهور المريخ  في كأس  الصحة أيام الرئيس  الأسبق  لجمهورية السودان  الراحل جعفر محمد نميري  ” طيَّبَ الله ثراه”  وهو كان من محبي وعاشقي نادي المريخ أي مريخي الهوى ،   حيث  تقدم الهلال بهدف  الرمح الملتهب  علي قاقارين  و بذلك الهدف  النظيف  أنهى الحكم  المباراة  قبل وقتها  بسبب  شغب  لاعبي المريخ  وجمهوره  ووقتها اتخذ رئيس الجمهورية  حل الأندية  و ظهور الرياضة الجماهيرية ، فكان الهتاف الأزرق  ( أبوكم مين على قاقارين ) بدلاً عن الهتاف المتداول في ذلك الوقت ( أبوكم مين نميري )
و على ذكر   هذه بتلك  و الباديء  أظلم  كانت عودة الأندية  بعد فشل تجربة الرياضة الجماهيرية  و إقامة مباراة  كأس  إفتتاح  جامعة جوبا  و كان الفوز  حليف المريخ  بهدف الكابتن  الراحل سامي  عز الدين  ” طيَّبَ الله ثراه”  ووقتها كانت أغنية جوبا  مالك عليَّ  للفنان محمد أحمد عوض   هي ملكة الساحة  الأغنية المحبوبة و المفضلة لجمهور المريخ  التي تُشكل مظهر من مظاهر أدب المناكفة .
للعلم   أنّ كأس السلام الأول الذي لعب فيه الهلال كان في كينشاسا  عام 1966  فاز به هلال الملايين  كأول كأس جوي  يدخل  البلاد  قيادة الكابتن وقتها  إبراهيم  يحيى الكوارتي ،  و بنهاية مباراة  كأس السلام ( الثاني)   التي جرت في مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور  عصر السبت 30 يوليو 2022  كان  من نصيب المريخ  جراء هدف الفوز الذي أحرزه  نجم المريخ محمد هاشم التكت ، و بتلك المناسبة هل يا ترى  تجد أغنية الكنينة  مساحتها  في الإستماع  هذه الأيام   و زيادة  الطلب  عليها  من قِبل جمهور المريخ  من باب مكاواة  جمهور  الهلال  .
أغنية الكنينة  كتبها و لحنها الشاعر أحمد ود المصطفى  و تغنَّى بها الفنان  الراحل على إبراهيم اللحو  “طيَّبَ الله ثراهما ”  والكنينة التي نُظِّمت فيها الأغنية أمرأة معروفة في مدينة شندي كما يقول الرواة .  في أغنية الكنينة   نجد ذكر كلمة الجنينة  التي بها  الرُطب  و من بعض كلمات  الأغنية  :
ﺍﻟﻜﻨﻴﻨﺔ ﻳﺎ ﺭُﻃﺐ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻨﺎ
ﺍﻟﻜﻨﻴﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭﺍ ﺃﺧﻤﺠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻜﻨﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺑﺎ ﺗﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻜﻨﻴﻨﺔ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺠﻀﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻜﻨﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻦ ﻓﻴﻬﺎ
ﺑﻨﺮﻳﺪﺍ ﻭﻧﻤﻮﺕ ﻧﺨﻠﻴﻬﺎ
ﻛُﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ .
* آخر الأوتاد  :
المريخ و درهم الحظ .. عبر الهاتف سألني أحد الأخوة مستغرباً هل المريخ يُعاني من فوضى و صراع و تصدع إداري .؟ ما بين سوداكال و حازم في الرئاسة ، رئيس بعثة المريخ لمدينة الجنينة الأستاذ خالد عبد العزيز ، شاهد الجميع محمد سيد أحمد الجاكومي هو من رفع الكأس . كيف يكون ذلك . ؟ قلت له : أعطني درهم حظ و ألقني في البحر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى