أنا مشتاقة ليكم كلكم..عندما أبكت استيلا قايتانو صباحات الخرطوم بعد انفصال الجنوب

بقلم/محمدعكاشة
( ..ازيكم كلكم..انا مشتاقه ليكم)
… ….
السيده رباح الصادق المهدي تقيدنا تقييداً ..ومن وجد الاحسان قيداً تقيدا.
هي تفعل بنا ذلك لإحساسها الراقي وذوقها السليم.
سيده رباح نياط قلبها الرقيق يكاد يتقطع وذاك الفلم الذي أنتجه صديقنا وجدي كامل يحكي حال وطن يتشظي بلا معني ..وبلاثمن.
هو عمل مؤثر وبليغ.
الاستاذ محمد مهدي المجذوب شاعر نحبه ونطرب عنده.
نحبه إنساناً وشاعراً شجاعاً وملهماً
المجذوب قبل سنوات بعيده يقطع في شأن (هوية ) السودانيين وقد نادي بضرورة تأكيد وحدة شعوبه وثقافاته في تواصل طوعي دون تحيزات اثنية او جهوية أو إستعلاء ثقافي متوهم في حرية طليقة.
المجذوب ندندن بصحبته في صياصي الجنوب ومناخاته العجيبة وهو يحمل ربابته تهيم خطاه وتستقيم..طليقاً لا تقيده قريش بأنساب الكرام ولا تميم.
ثم ..
حينئذ..ينبغ الاستاذ محمود محمد طه بوثيقته تلك قبل ذات العقود من السنوات وقد أسمع الناس رأيه وقد تفادوه جهالة بلا حجج ولا رأي نجيح.
نكتب ولايتزيدن أحد علي أحد حول مفهومنا الذي نعتقد حول وطن ممتد من نمولي وحتي شط الاسكندرية..حلم ممكن نعتقده وكنا نطمح إليه.
……….
تحت شجرة (الانمائية) بجامعة الخرطوم قبالة كلية الدراسات العليا كانت ثلة من المثقفين والشعراء تلتقي في العصاري بصورة شبه راتبة.
في تلك الانحاء تحضر الابنوسة استيلا قايتانو وتخضر وتورق مثل شجر الصفصاف علي حد تعبير شيخ الطيب في روايته موسم الهجرة إلى الشمال.
استيلا تناقش وتكتب الشعر وتسمو ونحن نرقبها في علاك الفوق.
تحتفي بكونها فتاة من سوق سته بالحاج يوسف ويزدهيها حالة كدح تطبق علي ساكني ذاك الحي.
استيلا في حال كفاح انساني ساطع تغدو نموذجاً عصياً علي التوصيف بيد أنها تصير احدي منارات الوطن المضيئه.
السيده رباح الصادق في صباح باكر تحضر ضمن فعاليات جائزة الطيب صالح للابداع الكتابي في دورتها الرابعة ..والجميلة استيلا تصعد المنصة وتبتدر :-
(انا مشتاقه ليكم ) وحالة من البكاء والنحيب تنتاب الحاضرين.
تعود العزيزة استيلا عوداً نحزن عنده كثيراً ولاريب.
تعود لألتقيها بعد غياب وقد وكنت أحاذر مثل هذا اللقاء.
بكي معظمهم بدموع ندت حفية باللقاء وشجية.
بكي هؤلاء وليس ثمت سبب للتجاسر في هكذا حال.
بكوا بدموع ثخينة وبكيت بغير دموع وقلبي مدنف وجراحاته لاتندمل.
قدري ..ولقد قضيت ليلتي وضحاها أندب زماناً كهذا.
استيلا ترحل مرغمة الي وطنها بكل الجمال لنمكث نحن في وطن للقبح به والبثور والدمامل باب مفتوح وألف باب !!!
…..
نضع القلم
———–
20فبراير2014