بقلم/محمدعكاشة
قبل سنوات التقيت الشاعرالجميل تجانى حاج موسى مساء فى نمرة اتنين أقوم بواجب عزاء وقد كنت صباحا فى واجب آخر وطريقى لحظة لقائي إياه إلى نادى الضباط لحضور حفل زفاف احد الاصدقاء.
تجاني يندهش ويسألنى ومتى تتفرغ الى عملك في الصحافة ؟ وفى الاجابة ياهو ده السودان ولامناص.
قبل أسبوعين وزحمة شديدة استعدادا للسفر الى طنجة المغربية يلتقينى مرة أخري =تجاني=فى ذات الدوشة والمجاملات الاجتماعية ثم تمخر بنا الطائرة تلقاء الدار البيضاء أو (كاظا) علي حد نطق الفتيات المغربيات الفاتنات. أمضي في طريقي ورحلتي ويغيب عن بالي موضوع فارق الوقت وتقلبات الطقس ومقامات السادة (التجانية) وكازا بلانكا مدينة مدهشة تستقبل أضيافها بالبشر والترحاب وتحتفي بمقدمهم بتحنان كحنو المرضعات علي الفطيم. فى مدينة طنجة تستقبلنا فتاة ..فتاة مليحة .. وضيئة..يفتر ثغرها بابتسامات جميلة وهي تتقدم نحوناوتقول:-
(أنا فريده بوكرم..يسرنى أن أكون مرافقتكم أيام المهرجان وتحت أمركم وخدمتكم..)
ثم تجدنى فى حال من الذكر .. ياألله.. ياألله والفنان المسرحي موسى الامير يقول لى ..أها أمسك فى الاسم الأعظم ده والذكر والدرب طويل.
…
مضيت الى أيام وليالي مهرجان طنجة الجامعي وعرض ( لير السودانى) يلفت إهتمام الحاضرين وفريدة ذاتها أحاورها حول سحر المغربيات لتستفيض فى الحديث وموسى الأمير يهيج هذه المرة هيجة محببة علي طريقته:-(ياأخي مايسحروك.. والايجنزروك ويربطوك فى كدباس ذاتو!!)
…..
الاستاذ طلحة جبريل الكاتب الكبير يحكى عن غيابه عن الوطن وعن تجربته:-(..أنا لم أغب عن الوطن وهو لم يغب عنى طوال السنوات.. خروجى منه هو بسبب عمق انتمائى إليه..).
الوطن فى تصوره هو فى رحابته وتنوعه وحقه فى الحرية والعيش الكريم وفي رعاية الحقوق.
الاستاذ طلحه جبريل الذى توفر فى مهجره على الكتابة الرصينة إقبالا على المعرفة وفائدة الناس والأوطان.
طلحة جبريل وهو فى مكتبه بوسط الرباط يستغرق فى رفد المكتبة السودانية بوثائق وحقائق وإضاءات كاشفة ماكان ليستنجز السدس منهالو شغل نفسه بسفساف الأمور فى سدانة الأنظمة ورغائب النفس الحرون فى بلده أرض مجنة.
فى الرباط..المدينة الساحرة..يجلس طلحة وأشقاءه طارق وناصر جبريل للكتابة والقراءة والأفعال النافعه.
ثم..
فى مرسمه ..يعكف صديقنا قاسم عثمان ببطن المدينة يخلط ألوانه ويمزجها ويكتب فى حوارات خلاقة منذ مجلة (حروف) وحتى خروجه إلى المغرب ليوقع بخط واضح تجربة تشكيلية تزاوج بين اللون والموسيقا والسودان حاضر طوال السنوات. يشده إليه ونحوه لوحة لم تكتمل..لوحة لأنثى خصيبة.. مهيبة.. وذات حضور.
زيارة مهمة في مدينة الرباط الى أسرة المرحوم الصحافى ابوبكر الشريف كانت ذات وقع خاص.
الراحل الذى كان بيته قبلة لأهل السودان العابر منهم ومن أقام…أبوبكر هو شقيق الأستاذ تجاني حاج موسي.
هنالك تسقبلنا حرمه السيدة حجيبة المغربية بترحاب السودانيين الذين هم نصف بيتها من الأبناء ..سعيد وسامى والشابة الطموحة..الناجحه فى عملها سناء الشريف.
أغادر بلاد المغرب ..سادتى ..وفى الفؤاد كل هولاء.
ناجى عزالدين بحيويته وعاطفته المشبوبه.. مسحورا.. مسرورا بأهله وناسه.
محمد نور وهو يذرع المغرب من أقصاها الى أقصاها فى خفة وحبور.
المغرب بلاد السحر والجمال الناضر.. والنسيم الماااش.
_________________________
الدارالبيضاء -المملكة المغربية مارس 2009: makasha141@gmail.com
