ثقافة وفنون
أخر الأخبار

ابتهال مصطفى تريتر.. إغفاءة على صدر يوكابد

شعر/ابتهال مصطفى تريتر

ميقاتُك العِطْرُ عنْدَ المنتهى أسْرَى

نيلا يعانق في أرحامه السِّدْرا

كنخلةٍ علَّمت أترابَها جملاً

من العَطاء و ألقَتْ ظلَّها جِسْرا

(يوكابِدُ) الحُزنُ شَظَّى اليَمَّ أفْئِدةً

من التوابِيتِ عند الضِّفةِ الأُخْرَى

أدُس خَلفَ لهاةِ الأرض أسئلة

أرى جَماجِمَ في نيرانها تُقْرَى

أخِيطُ من كِبريائي ثَوبَ أُحْجِيتي

وأَرتَدِي الشَّمْسَ إني بنتُها الكبرى

صومي ثلاثاً عِراضَا ربما نطَقتْ

من تحتك الأرضُ من أفواهها أمْرا

كل السَّماءِ على مَدِّي مثقَّبَة

ولا خريفَ وحولي لُوِّنَ المجْرَى

ماعدتُ أرجو سُيُوفا كي تُنَبِئني

أنا التي ببقَايا نصْلِها أَدْرَى

لا أسْتَعيدُ خُناساً إنَّما بَلَدِي

في كلِّ جَبْهة صُبْحٍ كَفَّنتْ صَخْرا

أشْبَلتُ أشْبَلتُ حتى أشبَلتْ لُغتِي

وفجَّرَ الحِبرُ من أوجَاعِها زَأْرَ

وكم خرَقتُ على أمْواجِها سُفُنَا

سارَتْ على الرَّمْلِ لمَّا لمْ تجِد بحْرا

معي الخريطةُ في أرْحَامِها حمَلَتْ

أجِنَّةَ الحُلم لكن لمْ تلِدْ فَجْرا

أنا المُخَّدَرةُ العَذراءُ يؤْلِمها

أن يقطفَ الأفقُ من أجْسادِها الجَمرا

أنا السَّبيطَةُ لما استعْصَمت صُعُدا

يدُ العراجِين شدت قِمَّتي الجَذْرا

أنا الجِدارُ الغُلامُ الحُوتُ مَعْذرةً

لم أستطِعْ رغم مافي جُبتِي صَبْرا

هم أشَّبُوا الماءَ لكِّني على ظَمَئِي

أشقُّ أورِدتي كي يبلغوا النَهْرا

تركتُ حزنَ خِضَابي في أنامِلِه

لأزرعَ الحبَّ في أكْتافِهِم نَصْرَا

عَلَى الكواهِلِ قَهْرٌ جُزْته فرَمَى

تأشِيرَة الخوف من رُزْنامتي الحيرى

أجادلُ الريْحَ أشْكُو البرْقَ آسِيةً

شيَّدتُ من ثِقةِ الصحراءِ لي قَصْرا

حقبتُ كلَّ تراثِ الدَّمعِ في كَتِفي

وما ادخَرتُ لنونٍ حرة شِبرَا

كتبت فَوقَ مُتونِ السحب أغنِيةً

تساقطت للحَزَانَى أنجما زُهْرَا

بكيت كلَّ نزار في رسُولتِهِ

وصِرتُ أتْلُو على أَشْلائِها شُكْرَا

لو أَخرُجُ الآن من أعْماق سُنْبلةٍ

يستطعم الناسُّ من آفاقي الشِّعرا

وأستعيدُ مَقامَ الضُوءِ شَاهرةً

سيفَ الحياةِ لمن ألقى لنا قَبْرا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى