عمار ابوشيبة يكتب:لم تكن مغلوبة ولاحزينة..كانت “لينة” ورحلت

بقلم/الإعلامي عمار ابوشيبة
“لم تكن مغلوبة ولا حزينة ، ولا ضائعةً والضائعُ لا ينصفهُ الكلام ، كانت ” لينة” ورحلت ”
في دنيا تخلو من الضمانات، أتكأ على رحمتك، فوحدها المضمونة دائمًا عند كل عثرات الحياة وعند فراق الاصداقاء وهي من تهب السكون بعد الركون الي عوالم الموت ذلك اللغز الذي لا تستبعد حَلهُ ولا تستغرب حضورهُ كيفما آتي !
مشكلة جيلنا جيل التسعينيات اننا أصغر من أن نتحمل كل هذا الضغط الهائل من الدنيا وحدنا، وأكبر من ان تعود باكيًا إلى والديك ولكن ماذا لو لم تُعد ؟!
ولن تستطيع أن تكون طبيعيّاً او معافي او سليم القلب إن كنت تحمل عتاباً في قلبك او وجعاً كتمتهُ هي الحياة كذا ما اعطت إلا واخذت عزيزاً ظنهُ العقل لا يفني ولا يغادر بعد الايام والليالي التي مهرناها بلون الورد وجميل الزكريات .
علينا ان نتقبل الحقائق التي أوجعتنا سابقاً نتوقف عن الهروب منها و نفتخر أننا مررنا بها و لم تُغيرنا ما زال القلب يتسع للحُبِ والرحمة وما زالت النفسُ تبذلُ الخير دون إنتظار المُقابل، ما زالت الكلمة إن نُطقت -عهداً علينا نوفيه،ما زال الوجه واحد يعكس ما نضمر، ما زالت الأحلام وردية رغم رُمادية الحياة ومُر فراق الاعزاء ، ما زال النقاء غايتنا و السلام أجمل أُمنياتنا، ما زال الأمل يستوطنا و يخبرنا أن أبواب الحياة مفتوحة لنا علي مصراعيها و أننا هزمنا ندوب الماضي و تعافينا.
لينة انور ومن حدثها بالطيب حلت غلاوته في قلبها ، ومن تبسم في وجهها رأتهُ دومًا أحلى الناس، ومن قلل من شأنها أو آذاها ولو بنظرة تبسمت في وجهه وقالت : الله يسامحك .
اعرفها جيداً منذُ ميلادنا الأول ايام الجامعة كنا نعيش مئة سيناريو مرعب من تعب ورهق وخوف البدايات كانت لينة تزيل كل ذلك بحديثها المؤمن ان بعد الصبر جبر .
سامح الآخرين، ليس لأنهم يستحقون المسامحة، ولكن لأنك أنت تستحق السلام هذه المقولة كثيراً م رددتها بحق وكثيراً ما اشارت الي عناوين السلام والمحبة دون الأخذ او التمسك بالمحاسبة فهي (لينة) ولها من اسمها نصيب .
كانت كلما يضيقُ صدرها لا ينطقُ لسانها فنظافةُ قلبها هي رزقُها في هذه الحياة المُره ، يا الله هي لمن تكن تحارب شيئًا، فمن أين يأتي كل هذا التعب؟
لينة سيعوضك الله لأنكِ رضيتي في وقت لم يكن فيه الرضا عليكِ سهلاً ، فلا أحد منا يعرفُ طريقةً يتجاوزُ بها الأيام السيئة لكننا ننجو بفضل الله ، فإما ذهبنا إليه وهو الملجأ الابدي احياءً كنا او موتي ، او نلنا من عذابات الدنيا بعد الصبر حسنات .
لينة أتعرفين معنى أن يتولَّاك الله؟
سمعت الشيخ الشعراوي رحمه الله يقول؛ أن يتولَّاك الله يعني أن يتولَّاك الله يعني أن تَنَل كل ما تتمناه ولو كان في نظرك مستحيلاً ثم إن أي أذى، وأي خطر، وأي حرمان يمكن أن يصيبك وأنت في ولاية الله؟ في ولاية الله كل الأسباب تتسخَّر، وكل الأبواب تُفتح.
إحنا جبال والله كيف لنا ان نستمر في هذه البسيطة ويوماً بعد يوم نفقد اعز الناس هم يرحلون ونبكي نحن هم يرحلون في صمت بالمرض والعَرض والغدر والخيبات والبنادق والصراعات ! او كما قال محمود درويش الموت يُوجع الاحياء .
لينة لستُ الصديق النادر او المميز لديك ولكن أنا أخاف من فراق الذين أحبهم، لأن هم فقط من يستطيعون جرحي.
لينة حدثي الله بكل شيء واسألي الله لنا التخفيف فالجميلات الطيبات قلييلات حظ.
يا الله هب للراحلين قبراً بارداً لا تمسهم فيه وحشة.. واجعله روضةً من رياض الجنة.