منوعات

حفصة بت المهدي..رحلت وفي الإحسان منك شواهد..وفزت بسبق لم ينله الخوالف

 

بقلم/محمد عكاشة

قبل نحو ثلاثين سنة تتساوك قدماي ناحية بري الدرايسة فأنا من آلاء ربنا ونعمائه الجليلة خصني بها آلف الناس ويألفني الناس ومشاء بينهم.

يومذاك أغدو مع “أبابكر” إلى البيت الكبير يذهلني لأول وهلة أن بابه مفتوح علي مصراعيه على الدوام وأن “الديوان” الوسيع يلجه الناس بلا استئذان وبلا تمييز بين أضيافه.

توثقت علاقتي بأبي بكر وعمر وعثمان وعلى ومنعم وبثينة وسلمى والإمام البخاري..وكذا تتوثق بإمراة ظاهرة الوضاءة كثيرة البر تستقبلني بالبشر وبوجه طليق وكف خصيب.

لقد صرت في وقت وجيز أحد أهل الدار قبل أن اكتشف روابط القربى والانساب بيننا.

أغيب كثيراً بسبب أسفار العمل لتتفقدني بسؤال أبناءها بعبارة حانية ..افقدوا أخوكم ده.

الحاجة حفصة هي “ست البيت” وهي تحمل كل الصفات التي خطها يراع الشاعر محمد ودالرضى يذكر محامد ومناقب زوجته وخدن روحه.

بت المهدي صارت أمي بحياة أمي التي ولدتني ومن بعد رحيلها.

الحاجه حفصه المهدي زوج عمنا الأمين علي خليفة كانت أم المساكين يحيطون بدارها وراعية لطلبة العلم ممن يفد من الأقاليم للدراسة بالجامعات من أبناء الأهل والأصدقاء ثمرة علاقات زوجها الواسعة وهي تصل الليل بالنهار على خدمتهم دون ضجر أو تنفج.

كانت امرأة حكيمة وزينة..كريمة جزيلة العطاء تبش بوجه الناس وتفرح بمقدمهم متل عيد الضحية البفتحولو البيت.

ترحل بت المهدي والقلم لايطاوع غير أني انشد عند وداعها مع جموع المعزين بصوت مكلوم :-

سلام الله عليك ياامي التي بكتك رجال والنساء العواطف

رحلت وفي صدري أزيز مراجل

وبركان أوجاع من البين جارف

رحلت فحل الحزن بالبيت غرة

وفجعنا ريح من الخطب قاصف

رحلت فظل الحزن بعدك سامراً

وأرقني جفن عن النوم عازف

رحلت وفي الإحسان منك شواهد

وفزت بسبق لم ينله الخوالف

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى