أعمدة

مستودع ميناء سواكن..هل الحريق مفتعل.؟

 

أوتاد – أحمد الفكي

 

لم نعرف في سوداننا ظاهرة الحرائق  الكبيرة و  المتكررة  في أوقاتٍ متقاربة ، وكل تلك الحرائق  التي تحدث في نهاية الأمر لا بُدَّ لها من سبب  و قبل  اللجوء  لظاهرة الحرائق التي  حدثت في سوق الفاشر و سوق ليبيا و آخيراَ في مستودع ميناء سواكن   يجب التطرق إلى ظاهرة حرائق الغابات التي نشاهدها   عبر  نشرات القنوات الفضائية، وقد  عُرفَت تلك   الظّاهرة  بأسماء مُختلفة منها  حرائق الغابات أو حرائق البراري  Wildfire  و لمعرفة  أسباب تلك الحرائق   تم الاتفاق  على إطلاق مسمى العواصف النارية، لتكون العاصفة  أول من تمتد لها أصابع الإتهام .
تتعدّد أنواع العواصف النّاريّة وتنشأ إجمالاً من تلقاء نفسها في الطّبيعة  لذا  تعتبر العواصف النارية سبباً من الأسباب  التي  تحرق  تلك الغابات ، إضافة  للصواعق الرعدية  و قد تكون للإنسان يد  في تلك الحرائق بسبب عدم  الإهتمام و اللامبالاة  في إلقاء  عقاب السجائر  في  نبات يكون  سّريع الاشتعال ووقتها يبرز دور الدفاع المدني  في إخماد تلك النيران .
نعلم أنَّ مهمة النار هي الحرق ، ففي تاريخنا  الإسلامى فقد كانت أعظم نار  أضرمها و أوقدها الإنسان هي النار  التي  أخبرنا بها الله  في محكم التنزيل  :  ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ) 68 الأنبياء .  ذلك لما لزمتهم الحُجة من قِبل سيدنا إبراهيم عليه أفضل السلام  و عجز قومه عن الجواب ،  فظهر لديهم منطق المفلس  و العاجز و لجأوا و عدلوا  إلى منطق الإنتقام و البطش و التنكيل   فقالوا : أحرقوا  إبراهيم بالنار إنتقاماً  لألهتكم  و نصرةً لها ،  قال المفسرون  : لما ارادوا إحراق إبراهيم  جمعوا له حطباً مدة شهر  حتى كانت المرأة تمرض فتنذر إن عوفيت أن تحمل حطباً  لحرق إبراهيم ، ثم جعلوه في حفرة من الأرض فاضرموها  ناراً  فكان لها لهب  عظيم  حتى إنَّ الطائر ليمر من فوقها  فيحترق من شدة وهجها وحرها ، ثم أوثقوا  إبراهيم وجعلوه في منجنيق  و رموه في النار ، فجاء  إليه جبريل  فقال :  ألك حاجة.؟  قال أما إليك فلا ، فقال جبريل  : فاسأل ربك ، فقال  :  (  حسبي من سؤالي  علمه بحالي)  و لكن أحبط الله فعلهم  بأن جاء الأمر الإلهي للنار  فقال الله تعالى : (  قلنا يا نار  كوني  برداً و سلاماً على إبراهيم .) 69  الأنبياء .
كانت تلك النار بفعل فاعل و أحبط الله مفعولها  و يبقى سؤالنا  هل للإنسان يد  في حريق مستودع   ميناء  سواكن .؟  أم قضاء وقدر بسبب إلتماس كهربائي  كسائر معظم  الحرائق التي تحدث في الأسواق و المنازل .؟
* آخر الأوتاد :
حريق مستودع ميناء سواكن .. سؤال يطرح نفسه : ألم تكن وسائل السلامة التي يفرض وجودها الدفاع المدني قبل ترخيص المستودع كانت متوفرة في هذا المستودع بدءَ من جرس الإنذار و طفايات الحريق و خراطيم المياه ، أم كانت خارج الخدمة بعدم توفرها .؟
دون شك و من أبجديات إدارة  المستودعات الكبيرة ان تكون لها بوليصة تأمين ضد  الحرائق و السرقات و المخاطر الأخرى، لذا  من البديهي سيتم  تعويض  أصحاب البضائع  بقيمة ما فقدوه . أما إذا لم يكن هناك تأمين فستكون المصيبة أعظم  بسبب الجهل الإداري في مثل هكذا مواقف .
نعوذ بالله من نار جهنم و أجارنا الله منها و إياكم ووالدينا ووالديكم و من له حق علينا و عليكم .
نسأل الله العفو والعافية و إن يبعد عن سوداننا الحرائق و الفتن ما ظهر منها و ما بطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى