
#صورتك_الخايف_عليها
بقلم/مهدي محمدمهدي نوري
#صورة ابحث عنها منذ امد …حدثني عنها والدي عندما كان يراقب حمامات اطلقتها طفلات مايو حين ذاك ..قلت له ذات امسية متشحة بالهدوء ..اكتر صورة كيفتك شديد ..فتنهد واظنه قد ضغط علي زر الذكريات وكست ملامحه الابتسامة التي افقدها الان -كنا في افتتاح مرفق في احدي قري وامصار السودان عندما وصلنا موقع الحشد لاحظت ان المكان اكثر إنخفاضا من منصة نميري الذي سوف يقف عليها …وعندما وصل نميري مكان الجمهور كانت عادة اطفال مايو ان يطلقو عدد من الحمام الذي يرمز للسلام ..وفعلا تم الامر وانا عادتي ان احمل كامرتين واحدة في يدي والاخري اضعها في شنطة احملها اغلب اوقاتي وكلتي الكاميرتين مجهزتين تماما ..فنظرت علي حمامة لم تبارح مكان الحشد واصبحت تحلق حول المنصة بشكل مستمر فظللت اتبعها بعدسة الكاميرا وتركت تصوير الحشد او نميري فكانت من الحمامة ان تستقر فوق (البوري) وهي في حالة استراحة من التحليق المستمر – فأخذت اللقطة – ولم اخذ اي لقطات اخري واغلقت كاميرتي تماما .
وعندما رجعنا من الاحتفال دخلت معملي في وزارة الثقافة والاعلام قبل بيتي وانهمكت في طحميض الفيلم الذي كان فارغ إلا تلك الصورة وحملتها ووضعت نسخة في الوزارة والنسخة الاخري اسلمتها لمدير مكتب نميري كتبت في الظرف #يسلم الي يد السيد -رئيس -الجمهورية .
وفي ثاني يوم طلب نميري ملاقاتي فقال لي داير شنو يا محمد المهدي – فقلت له وانا لا يخطر في بالي شيئ من مال ولا منصب ..عاوز اتصور معاك يا ريس !!!.
فكانت تلك الصورة التي لم تبارح مكانها حتي الان في بيت والدي وانا منذ الصغر ارنو إليها وانظر …
مهدي محمد مهدي نوري .