بعثة اليونيتامس وعملية التسوية السياسية في السودان

بعثة اليونيتامس وعملية التسوية السياسية في السودان
منذ الإحاطة التي تقدم بها في مارس الماضي فولكر بيرتس رئيس بعثة اليونيتاميس في السودان إلى مجلس الأمن بشأن التسوية السياسية في السودان في ظل حالة تدهور أمنى واقتصادي مريع لينخرط الممثل الأممي في السودان في حلقات تشاور مضنية مع أطراف الأزمة السياسية في السودان بغية التوصل إلى اتفاق يرتضيه الجميع.
السيد بيرتس أعلن عن آلية ثلاثية مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الايقاد والتي بدورها دعت القوى السياسية إلى حوارات تحضيرية مفتوحه إلا أن الدعوة لم تلقى استجابة راضية من المكونات المدنية الفاعلة في المشهد السياسي الراهن فبعض القوى أعلنت مقاطعتها بصورة واضحة منحازة إلى الشارع العريض الذي يستمسك بمواقفه الرافضة للتفاوض مع المجلس الانقلابي قولاً واحداً ولقد أصدر الحزب الشيوعي بياناً مفاده أن الآلية الثلاثية تعطي شرعية تؤيد انقلاب 25 اكتوبر وان الحزب مستمسك بمواقفه ولن يفاوض قادة الانقلاب أو حزب المؤتمر الوطني وحلفائه.
المكون العسكري من جهة أخرى يتلكأ في خطابه ويباعد باجراءاته عن كل مساحة للحوار الوطني بشأن تسوية موجبة فهو مايزال يمارس انتهاكاته ضد المتظاهرين السلميين بالعنف المفرط واستخدام آلة القتل ضدهم وأوامر الاعتقال التعسفي إلى جانب تمكين واستعادة كوادر النظام السابق في الأجهزة الحكومية والسعي المستمر يوصد الأبواب ضد مسارات التحول المدني والانتقال الديمقراطي في محاولة لكسب الوقت.
المكون العسكري لايخفي اعتراضه على دور البعثة الأممية يتهمها بالتدخل في الشأن الداخلي ولقدلوح رئيس المجلس السيادي باتخاذ إجراءات بشأنها في تصريحاته الأخيرة.
بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الإنتقال الديمقراطي في السودان تبذل جهوداً مضنية منذ بدء عملها لكن تعقيدات الأوضاع في السودان تبطئ من جهودها لإحداث اختراق حقيقي يصب في صالح أهدافها المعلنة.