أعمدة

أمريكا ترجف من أم شانق

أوتاد
أحمد الفكي

 

لا يخلو مجتمع من المجتمعات من أناسٍ يُدخلون الفرح و السعادة و يصنعون الضحك و الإبتسامة التي تُخرج الطاقات الإيجابية فمن خلال ذلك نجد الكثير من الناس يُردد هذه الحكمة الواسعة الإنتشار : ( أضحك يضحك العالم معك و أبكِ تبكِ وحدك Laugh and the world laughs with you, weep and you weep alone .
ما أروع تلك النملة الذكية التي أدخلت السرور في قلب سيدنا سليمان عليه وعلى سيدنا محمد افضل الصلاة و السلام ، عندما أصدرت تعليماتها لمن كان معها من النمل أن يدخلوا مساكنهم بحجة أن لا يصيبهم سوء من سيدنا سليمان و جنوده بطريقة غير مباشرة وهم لا يشعرون وقتها تبسَّمَ نبي الله سليمان عليه السلام من قولها . فال الله تعالى في محكم التنزيل : ( حَتَّىٰ إِذَآ أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يٰأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٨﴾ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّالِحِينَ ﴿١٩﴾ سورة النمل .
الطُرفة مفتاح الضحك و لم يغفل ديننا الحنيف عن الترويح بإيجاد المساحة للضحك و الإبتسام فكم من المواقف التي أضحكت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و كان ضحكه عليه الصلاة و السلام تبسماً .
في سوداننا الحبيب نجد المواقف المضحكة التي تمر بالأشخاص و قد يتذكرها الفرد فجأة فبدخل في نوبةٍ من الضحك .
الحديث عن الضحك و الإبتسام لا يكفيه مقال ولكن على ذكر العنوان أعلاه أمريكا ترتجف من أم شانق التي اتمنى أن أرها حُباً في ثلاثة نفر إخوة أعزاء أماجد أهل كرم وجود و أيادي بيضاء تُزينهم الأخلاق النبيلة ألا هم : حادي الركب العمدة صلاح إبراهيم محمد سعد عضو المجلس الوطني السابق ولاية الجزيرة ، الأستاذ حامل الاسمين ( ياسر وإبراهيم ) صلاح إبراهيم و الأستاذ نزار عمر إبراهيم ، فهم أيادي للخير و التعمير و تشهد لهم أم شانق في خدمات المياه و تعمير المدارس و المساجد ، و هنا أحيلكم للرجفة الأمريكية على لسان جارنا العزيز في مارنجان السودان تسع لغات و العاشرة الابتسامة الأستاذ حسن فضل علي قدورة عندما ارسل بوست في قروب مارنجان زمان عن الطُرفة التي تسيدتها أم شانق من خلال محور أسرة العماس التي تسكن مارنجان فكتب الأستاذ حسن فضل علي قدورة : ( أعرف العماس و أعرف زوجته شامة وابنهم الشهيد حاتم . أذكر أنَّ خبر وفاة ابنهم حاتم تلقوة بكلِ صبرٍ وإيمان بالرغم من أنَّ كل الناس جزعت لهذا الخبر أعرف أنَّ العماس وزوجته كانا مضرب المثل في المحبة والاحترام بين الزوجين . سمعت بعد عدة سنوات أنَّ زوجته أصرَّت عليه ليتزوج كي يُنجب ولداً مثل شهيدهم حاتم وقد تزوج زوجه من قرية أم شانق ولكن لحبة الى شامة لم يستطع العيش معها وطلقها وظل مع شامة .. و أم شانق تذكرني في عهد البشير والمظاهرات ضد أمريكا حيث جاء وفد من أم شانق يحمل يافطة كبيرة مكتوب فيها أم شانق تحذر أمريكا وخطب أحد رجالات أم شانق أمام البشير قائلاً : ( يا البشير شوف شغلك أمريكا دي خليها علينا) .طبعاً أم شانق في ولاية الجزيرة تقع شرق ابوحراز . وقتها قال أحد الساخرين بعفوية تامة تلقى أمريكا حتى الآن ترجف من أم شانق .
* آخر الأوتاد :
مع مواصلة الإبتسامة اتركك عزيزي القارئ مع حديث جابر بن عبد الله رضيَّ الله عنه ، قال : أقبل أبو بكر رضيَّ الله عنه ، يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس ببابه جلوس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فلم يؤذن له ، ثم أقبل عمر رضيَّ الله عنه فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أُذِنَ لأبي بكر وعمر رضيَّ الله عنهما فدخلا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه وهو صلى الله عليه وسلم ساكت فقال عمر رضيَّ الله عنه لأكلمن النبي صلى الله عليه وسلم ، لعله يضحك فقال عمر رضيَّ الله عنه : يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال : هُنَّ حولي يسألنني النفقة . فقام أبو بكر رضيَّ الله عنه إلى عائشة ليضربها وقام عمر رضيَّ الله عنه إلى حفصة كلاهما يقولان تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقُلنَّ والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى