سهرة مداخلات في قروب مارنجان زمان

أوتاد
أحمد الفكي
بعد مباراة الهلال و الجاموس الجنوب سوداني في مباراة ذهاب تمهيدي بطولة الأندية الإفريقية الأبطال خيَّمَ عليَّ الحزن لسببين الأول عدم مشاهدة المباراة التي كانت عصر الأحد 21 سبتمبر 2025 في إستاد جوبا لعدم نقلها عبر التلفزة أو الوسائط و الثاني لنتيجة التعادل السلبي التي انتهت عليها المباراة وقتها لم أقرب جهاز الجوال حتى العاشرة مساء، بعد ذلك فتحت الجوال فوقعت عيني على قروب مارنجان زمان فكانت السهرة الثقافية ذات المداخلات بين ثلاثة و شخصي الفقير لله رابعهم كل يدلو بدلوه د/ الفادني ، المهندس الزراعي معتصم بردة ، المحامي عبد العز الفكي . ضربة البداية د/ الفادني و أغنية الراحل المقيم الفنان الأمين عبد الغفار ” طيَّبَ الله ثراه” سلام يا المنجل المركوز ، حيث كان لها وقع في حياته وذكرى خالده فكانت مداخلته الثرة فيما يخص علاقته بالفنان الأمين عبد الغفار فقال :
كان صديقاً لخالي اللواء عمر الفاروق بحيري . وقتها خالي كان قائد لواحد من ألوية القوات المسلحة. يشارك في احتفالاتتهم.
كنت عائد من روسيا و لم اسمع به قبلها. زارنا في بيت خالي و قدم لي هدية عبارة عن شريط كاسيت أول إنتاج له . هذه الأغنية كانت ضمن المجموعة.
من أغنياته الخالده…
سلام يالمنجل المركوز علي…تقينات
ومرحب بالترس ناكوسي
يخدر صرة البلدات .
سلام من سوبا لي بركات و جاء ذكر برقان في الأغنية وهنا احتدمت الثقافةحيث طلب من مهندس معتصم أن يشرح لنا برقان وهو عاشق الجزيرة أن يفض علينا بمعلومات عن معنى برقان و ناكوسي .
قبل أن ينفرد مهندس معتصم بالشرح ارسلت لهم أغنية سلام يالمنجل المركوز من كلمات الشاعر عبد الباسط عبد العزيز و بعد الاستماع لها قال بردة :
البرقان والناكوس كلمتان في عرف مشروع الجزيرة ممنوعتان من الاقتراب منهما. و بدأت السياحة الجغرافية و المعلوماتية فكان الحديث العام بلهجتنا العادية عن مكاتب المشروع و عن ود الشافعي و أغنية أشيل الريد و أشيل ودو عنها ذكر المحامي عبد العزيز : استمتعت جداً بسماع هذه الاغنيه أشيل الريد للأمين عبدالغفار عبر مايكرفون هوائي وليس (هواوي) .. مطلع ثمانينيات القرن الماضي في حفل عرس في قرية ود الشافعي .. زمان قبل أن تبدأ الحفلة من العصر يشغلوا عبر المسجل شريط الكاسيت ويضعون المايك على المسجل ليصل على سماعات المايكرفون المعلقة على رأس البيت
فاكرين الزمن الحلو داك..
كان برفقتي حيث تحركنا من مارنجان لود الشافعي ابن عمي حسن فضل المولى عليه الرحمة وعازمين معانا المرحوم ميرغني ود الخليفة مصطفى ( الطبيب الرسمي لإصابات الملاعب في إستاد مدني و ميادين مارنجان الترابية ) وعروسته الأولى من كوستي وابن عمي برعي ودالحاج.. وكانت أيام …… ووقتها سيطر على ملعب السهرة المهندس معتصم وقال : تووووش كدة …نبدأ بالكنار العردنا بيهو من مدني لسنار أيام النكسة ..الكنار هو الترعة الكبيرة الجاية من بوابة خزان سنار لري مشروع الجزيرة .وفي بوابة تانية لكنار مشروع المناقل ..ناس مدني وانتو بتعرفوا القناطر..قنطرة بيكة ..قنطرة ود النعيم .. الحوش وقنطرة 77 قنطرة 57 وهكذاحتي بوابة الخزان .. كل قنطرة ترفع المنسوب عشان تنزل المياه غرباً لميني كنار ..ليملأ ترع كل مكتب ( 114) مكتب ومعظمها شمال وجنوب الانحدار ..
من سنار للباقير والمناقل ترع المشروع كلها ..المسافة ما بينها كيلو ونصف ثابتة بالملي ..وكل ترعة ليها اسم ..خواجة ..قرية ..مفتش …بت المفتش …وهكذا مثال ؛ ترعة كربي..خواجة..
ترعة ابوسن ناظر خط …
ترعة عفان ..مفتش
ترعة جادالعين حلة ..
ترعة مبروكة …بت وهكذا ..سميت الترع..
البرقان هي مساحة في تصميم المشروع تتيح صيانة الترع .
الخواجات رتبوا كل حاجة.
د/ الفادني : أرض البرقان استغلها عمال الزراعة القادمين من غرب أفريقيا و قاموا فيها ما يعرف بالكنابي موش كده؟ مهندس بردة : مابين الترعة والاخري كيلو ونصف فيها 90 فدان تسمي النمرة.. مابين اخر فدان في النمرة والترعة مساحة كبيرة يمكن حسابها مابين 60 إلى 100 متر ..فاضية ودي تسمي البرقان .. وفيها نشأت الكنابي إلى هذا الوقت في كل المشروع.. و جاء ذكر مدني و حب ناس مدني لها فقلت لهم في مداخلة أيهما أقوى و أصدق :
حبيت عشانك كسلا ولا أسيبا مدني واجي اسكن حداكا .. د / الفادني يازول …مدني طبعا…
مهندس بردة كان محايد قال : مدني بناسا
وكسلا العنبة الرامية ..ومنقة كسلا الصافي لونها ..
د / الفادني : منقة شندي أطعم و رائحتها تجيب التائه . المحامي عبد العزيز: مدني يا أجمل خبر
منقة كسلا
حلوه وصافي لونا
تومتي بريده
غرب القاش سكونا
فاصل أغنية روحي ليه مشتهية ود مدني بصوت بادي محمد الطيب و رجع لينا مهندس بردة مواصلاً في مشروع الجزيرة و قال : نرجع بشويش ..كل نمرة تشرب بابو عشرين جدول عريض 2 متر كدة .ممتد حتي آخر النمرة ال90 فدان ..وكل 45 فدان تشرب الأولى ثم بعدها الثانية الأخيرة …المحامي عبد العزيز: قنطرة ود الزين جهة المناقل زرت فيها عمنا الحبر بركات فيها كنار ضخم، عمي الحبر عليه الرحمة أذكر كان عندو شبكة لصيد السمك .
وهنا كان شرح معنى الناكوسي من مهندس بردة فقال : مزارع مستعجل في الاخيرة وقبل ما تشرب ال45 الأولى ..يجر جدول من ابوعشرين النمرة المقابلة له لحواشته ويقفل شارع المفتش ومروره يسمي الجدول الناكوسي..
د / الفادني : داخل هيىة البحوث الزراعية ترعتان بنفس المسافة التي ذكرت..
عند البوابة مدخل الهيئة و في نهاية الهيئة السور المؤدي الي ما يعرف ب( أم باشا) مواصلاً : حدثني العم أحمد فؤاد الحضري طيب الله ثراه. هو موسوعة في تاريخ المشروع. أن تلك الترع تم حفرها من سنار حتي سوبا بالمعاول. استجلبوا الصعايدة. كل واحد يحمل كيس تمر. و لذلك انتشرت أشجار النخيل علي جوانب الترع..
مهندس بردة : وعبود أسس وحفر ترع مشروع المناقل ..مليون فدان . د/ الفادني : امتداد المناقل في الستينات . مهندس بردة : أول الستينات
مداخلات جميلة كان ختامها أغنية (جار) لثنائي الجزيرة .
* آخر الأوتاد :
ومع الحواشات في مشروع الجزيرة ننعش ذاكرة القارئ الكريم بهذا السؤال ما هو المقصود بالمثل الشعبي الذي يقول :
القُمرية ما بتعذر التقاة .