بقلم / بابكر عثمان
في مناسبة ما في القاهرة عام 1991 رأيت فاطمة احمد إبراهيم الرائدة النسوية الشهيرة (1932 -2017 )
وهي تبكي خلال قراءتها لمقتطفات من مقال الروائي الطيب صالح ( من اين جاء هؤلاء الناس ) والذي نشر توا في الصفحة الأخيرة من مجلة ( المجلة ) اللندنية ، كان المقال تحفة فنية ادانت بكلمات عميقة قيام تنظيم الحركة الإسلامية بالسطو على السلطة في مساء حالك من مساءات السودان عام 1989، حيث انتهى السودان الي بلد خراب ،،، يبدأ الطيب صالح المقال ( هل السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنهم حجبوها بالأكاذيب؟
هل مطار الخرطوم ما يزال يمتلئ بالنازحين يريدون الهروب إلى أي مكان؟ فذلك البلد الواسع لم يعد يتسع لهم. كأني بهم ينتظرون منذ تركتهم في ذلك اليوم عام ثمانية وثمانين. يُعلن عن قيام الطائرات ولا تقوم. لا أحد يكلمهم. لا أحد يهمه أمرهم.
هل ما زالوا يتحدثون عن الرخاء والناس جوعى؟ وعن الأمن والناس في ذعر؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب؟
وعندما وصلت فاطمة احمد إبراهيم الى فقرة ( من أين جاء هؤلاء الناس؟ أما أرضعتهم الأمهات والعمات والخالات؟ ،،،،. انفجرت في ال
