رقدة الجاهوري

أوتاد
أحمد الفكي
خلف شاشة عملاقة تسرُ الناظرين ، كنتُ و الباشا حيدر محمد طه في دار المستشار القانوني للجالية السودانية في حائل الأستاذ المحامي مدثر الجاهوري حضوراً لمشاهدة المباراة الفاصلة المؤهلة لدور نصف نهائي بطولة الأندية الإفريقية الأبطال التي استضافتها دولة موريتانيا الشقيقة على أرضية ملعب إستاد شيخا بيديا بين هلال الملايين و الأهلي القاهري التي جرت مساء العاشرة بتوقيت مكة المكرمة في الثامن من أبريل ٢٠٢٥ ، فقد كان الأمل يراودنا منذ بداية المباراة و حتى قبل أن يخرج نجم المباراة جان كلود الذي سبب إزعاجاً في دفاع الأهلي .
كنا في غاية السعادة و الهلال يواصل الإستحواذ على الكرة و كأنَّنا كنا في أحلام يقظة بأنَّ من سيُنفذ الركلات الترجيحية من نقطة الجزاء من نجوم الهلال بعد أن يحرز الهلال هدف التعادل فإذا بالدقيقة ٧٩ من عمر المباراة توقظنا بصرخة الجاهوري الذي أطلقها بأعلى صوته ( الله) إثر الهدف المباغت من نجم الأهلي إمام عاشور الذي أحسن إستلام التمريرة التي وصلته من زميله البديل محمد طاهر ليرسل الكرة في شباك عيسى فوفانا الذي لا يُسأل عن ولوج الهدف بل كل المسؤولية تقع على قلبي الدفاع إرنق و عثمان ديوف ليستلقي بعدها الجاهوري حزيناً على الكنبة في رحلة صمت حتى نهاية المباراة التي غادر فيها الهلال بطولة الأندية الإفريقية الأبطال من دور ربع النهائي مرفوع الرأس جراء الظروف التي يعرفها القاصي و الداني في القارة الإفريقية و الوطن العربي . فكانت رقدة الجاهوري الذي كان له شرف حضور مباراة الذهاب في القاهرة مناصراً لهلاله ، احسبها صدمة عنيفة إثر هدف إمام عاشور التي قضى أحلام جماهير هلال الملايين .
* ما الذي افتقده الهلال ؟
سؤال لا شك قد ساله عامة أنصار الهلال في الداخل و الخارج ألا وهو رأس الحربة الصريح الذي يُسجل من إنصاف الفرص .
لقد كان لغياب كابتن الهلال محمد عبد الرحمن الغربال الأثر الواضح في مجرى مباراتي الذهاب و الإياب من الناحية الهجومية ، ومن الناحية الدفاعية التونسي الطيب بن زيتون الذي فشل في هجوم الهلال ليؤكد نجاحه في خانة قلب الدفاع .
لماذا تم استبدال جان كلود ؟
كل من تابع المباراة يحكم على حامل الرقم ٧ في فرقة الهلال النجم حان كلود أنه كان الشمعة المضيئة في خط الهجوم و قد سبب إزعاجاً منقطع النظير لخط دفاع الأهلي و لم برتاح الأهلي إلا بعد استبداله و وقتها تسرَّبت خيوط الأمل في أن يحرز الهلال هدفاً في مرمى الشناوي و يبقى سر إستبدال جان كلود سر في قلب فلوران أبينغي .
* العودة للدوري الموريتاني :
يُحمد للهلال السوداني أنه قد كسب معظم مشجعي كرة القدم في دولة موريتانيا الشقيقة لما قدمه و يقدمه من مردود و مستويات راقية تجعله في صدارة ترتيب الدوري ، ضف على ذلك وجود ثلاثة من نجوم المنتخب الموريتاني في كشف نادي الهلال الذي بسببه يجعل ثلاثة أندية سودانية أخرى معه يحق لها أن تشارك في منافسات الكاف ( الأندية الأبطال و الكونفدرالية ) و لكن للأسف نجد على أرض الواقع جمهور أحد الأندية السودانية الذي يكون مع الهلال صحبة راكب في الأندية الأبطال لا يحفظون للهلال فضلاً و لا مدحاً بل يفرحون لخسارته و ما مقال ( المقامة الصفرية) ببعيد عن أعين القراء الكرام .
* شكوى السودان ضد الإمارات :
عبر تلفزيون السودان تابعت على الهواء مباشرة الجلسة الأولى لمحكمة العدل الدولية International Court of Justic في لاهاي الهولندية التي إنعقدت ظهر يوم الخميس العاشر من أبريل ٢٠٢٥ للنظر في شكوى سودان العز و الكرامة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة التي تؤجج الإبادة الجماعية في دارفور .
نعلم أنَّ محكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة. وتتولى المحكمة الفصل طبقا لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول ، وتقديم آراء استشارية بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها إليها أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة .
كل المؤشرات تدل على أنَّ السودان سيكسب الشكوى .
* آخر الأوتاد :
اللهم أنصر السودان نصراً مؤزراً و أنعم على أهله بالأمن والأمان والاستقرار و السعادة و الرخاء .
جيشٌ واحد شعبٌ واحد .