أعمدة

جالية حائل و جسر التواصل

 

أوتاد
أحمد الفكي

كم هو جميلٌ العمل العام الذي تقوم به الجالية السودانية في حائل رئاسة الباشا حيدر محمد طه في كافة المجالات التي تقع على عاتقها خدمةً لراعيها دون مَنٍ أو أذى ، و قد لفت نظري ذلك العمل النبيل الذي أخذ عنوان جسر التواصل الاجتماعي على أرض الواقع فكان البرنامج الأسبوعي الممتد لسنواتٍ عديدة متواصلاً دون إنقطاع الخاص بالزيارات الميدانية للأسر السودانية تفقداً لأحوالهم و عيادةً لمرضاهم في المستشفيات و المنازل و ذلك الغرس الطيب الذي يُجيَّر للمكتب الإجتماعي من منطلق المودة و الأخوة و الزيارة التي تؤدي إلى التآلف و التآلف يـؤدي إلى القوة و القوة تؤدي إلى التقوى و ما أدراك ما التقوى حيث هي الحصن المنيع و الركن الشديد و بها تنال الرغائب و تنجح المقاصد .
نعم قد أينعت شجرة التزاور التي غرستها الجالية السودانية بحائل في مجتمعها حيث الشعور الطيب من قِبل أعضائها المتزايد تحت مظلتها التي تظلها المظلة الكبرى السفارة السودانية في الرياض .
نعلم جيداً سهولة تواصل الناس عبر وسائل التواصل المكتوبة والمسموعة والمرئية في زمننا هذا ، ولكن رغماً عن ذلك آلت الجالية تفعيل التواصل الميداني و التزاور في الله لما له من أهمية عُظمى و أعظم ما يزيد الألفة، ويوطد العلاقة، ويقوي المحبة بين الناس، ويؤلف بين قلوبهم، وهذه من أعظم مقاصد الشرع الحنيف . جاء في محكم التنزيل : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [الأنفال: 63].
التحية للجالية السودانية في حائل وهي تنشط في تفعيل هذه السُنة الحميدة الخاصة بالزيارات التَّفقدية من خلال الجدولة الأسبوعية وهي تُدرك أن نتيجة ترك الزيارات عاقبتها فوات الخير الكثير .
هل يخفى على القارئ العزيز فضائل التزاور ؟ أكيد لا و لكن من باب الذكرى ففضائلها كثيرة، وآثارها غزيرة، لا سيَّما إذا كانت الزيارات لله، ويُبتغى فيها الأجر من الله، فهي من القربات العظيمة، والأعمال الصالحة، فقد حث ديننا الحنيف على التزاور بين المسلمين، ومن فضائل الزيارات في الله وهي سبب نيل محبة الله ، نجد ذلك ما جاء في الحديث القدسي الذي أخرجه أحمد، ومالك، والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع : قال صلى الله عليه وسلم : (قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابِّين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ)
لذا كان جسر التواصل للجالية السودانية في حائل يُشكل بنية تحية إجتماعية صلبة Solid social infrastructure في حد ذاتها ، فقد شهد يوم الجمعة 18 / 10 / 202‪4 تقسيم جدول الزيارات إلى قسمين قسم داخل حائل و قسم خارج مدينة حائل حيث شد الرحال وفدٌ منها إلى مدينة الرياض لزيارة البرلماني الضليع الأستاذ عبد الله بابكر محمد علي الذي خضع لعملية جراحية دقيقة في مستشفى الشميسي العام ، نسأل الله له عاجل الشفاء و أن يلبسه ثوب الصحة و العافية و كذلك إمتد جسر التواصل لزيارة رئيس الجالية السودانية في منطقة القصيم الأستاذ بشير إبراهيم حيث كانت الزيارة بحضور عدد من أعضاء لجنته التنفيذية .
إجتماعيات الأوتاد :
العزاء موصول للإخوة أبنا المرحوم الحبر بركات الحبر ، مزمل و محمد و أحمد المصطفى و محمد الأمين في وفاة شقيقهم حامد . نسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار و أن يجعل منزلته الفردوس الأعلى من الجنة .
* آخر الأوتاد :
الزيارات في الله سبب لدخول الجنة ، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ، ناداه منادٍ : أن طبتَ وطاب ممشاك ، وتبوأتَ من الجنة منزلًا ) رواه البخاري في الأدب المفرد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى