فرحة الهلالاب و سفر باشاب

أوتاد
أحمد الفكي
من غير المنطق و المعقول أن لا يتأهل هلال الملايين لدور الأربعة ناهيك عن دور ال ٣٢ .
ومنطق كرة القدم الذي فيه الحظ يُشكل محور إرتكاز من واقع بذل العرق و اغتنام الفرص و عدم ضياعها يكفل الفوز و النصر .. و هكذا كان هلال الملايين الذي عاد من بنغازي بفوز حنيذ كامل الدسم قطع به نصف مشوار التأهل فجاء إلى جوبا وهو ضامن الفوز و تكملة المشوار حيث نزل أرضية الملعب في الثالثة عصراً بتوقيت السودان الرابعة بتوقيت مكة المكرمة في الخامس و العشرين من أغسطس ٢٠٢٤ لينازل ضيفه أهلي بنغازي في إستاد جوبا الدولي ليتفاجأ الهلال و جمهوره المليوني بضيف شرس كان نداً قوياً بل حبس أنفاس محبي الموج الأزرق عندما تقدَّم على المضيف بهدف السبق في الدقيقة ١٤ إثر غفلة دفاع الهلال و خروج الحارس عيسى فوفانا من مرماه الذي وجد جون ماني أمامه منفرداً ليكسب أهلي بنغازي نتيجة الشوط الأول بامتياز و معادلاً نتيجة الذهاب التي كانت في ملعب شهداء بنينا .
و لكن لأنه هلال الصمود وملح بطولة الأندية الإفريقية الأبطال كانت له الكلمة الفيصل التي صرَّح و جهر بها في الدقيقة ٧٧ من عمر المباراة حيث الكرة الثابتة التي نفذها بوجبا فشهدت مولد هدف التعادل الذي بموجبه تنفس الجميع الصعداء لتعم الفرحة كافة الهلالاب بتأهل معشوقهم لدور ال ٣٢ . و من هنا على طاقم الجهاز الفني العمل على مسح السلبيات و عدم ظهورها في المباريات القادمة ووضع خطة كل مرحلة هي مباراة تأهل لا تهاون و لا مكان للأخطاء و لا عذر للمدير الفني فلوران الذي يُقضي عامه الثالث في الفرقة الزرقاء وهو إستقرار فني لم يسبق للهلال أن عايشه خلال الخمس سنوات الأخيرة .
* سفر د/ باشاب
مُجبر أخاك لا بطل .. هذه العبارة وجدت نفسها لدى الأخ العزيز د/ بدر الدين باشاب الذي أبصر النور في مارنجان السودان تسع لغات و العاشرة الابتسامة التي كانت مرتع طفولته ثم استقر مع أسرته في الحصاليزا كما يطلق عليها أمين عام نادي هلال الملايين د/ حسن علي عيسى ، ثم كانت دراسته في البوسنة التي عاش فيها سبعة عشر عاماً ثم رجع إلى سودان العز و الكرامة و مارس حياته العملية طبيباً إختصاصي مسالك بولية و جراحة عامة . مريخي الهوى و متيم بحب المريخ ، إفتقدناه وقت تأهل المريخ و الهلال على حساب النصر و الأهلي البنغازيين بسبب سفره إلى البوسنة مغادراً السعودية ، حيث كنا نحتفل معاً بهذا التأهل بمشاركة صديقه د/ عمر محمود خالد عبر الهاتف و قصيدته ذات الروح الرياضية و نختم الإحتفال بعبارة الهلال هو التاريخ ( كأس السلام ١٩٦٦ من كينشاسا ) و المريخ هو الجغرافيا .
د/ بدر الدين باشاب بسفره أحدث فراغاً في المجتمع السوداني بمدينة حائل لحسن معشره و أخلاقه النبيلة .
* آخر الأوتاد :
كلمات أغنية الحب و الظروف للشاعر فضل الله محمد و أداء الموسيقار محمد الأمين ” طيَّبَ الله ثراهما ” أهديها للأخ د/ باشاب :
قلنا ما ممكن تسافر
نحن حالفين بالمشاعر
لسه ما صدقنا إنَّك بجلالك جيتنا زاير
السفر ملحوق ولازم أنت تجبر الخواطر
الغريبة الساعة جنبك تبدو أقصر من دقيقة
والدقيقة وإنت ما في مرة ما بنقدر نطيقها
دنيا بقربك يفرهد كل طائر يحيا فوقها
وجنة من بعدك بيذبل كل مخضر فيها ناضر
لو تسافر دون رضانا بنشقى نحن الدهر كله
ما بنضوق فى الدنيا متعة وكل زول غيرك نمِلُّو .
اللهم أنصر جيشنا و الهلال و المريخ