من أمير إلى عبد الله

أوتاد
أحمد الفكي
ما أروع الأخوة في الله فهي واحدة من أعظم نعم الله على المؤمنين، ومن ثمرات الإيمان، قال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) آل عمران 103
من واقع هذه الأخوة نجد المحبة، النصرة، التعاون و التكافل و التراحم و الإيثار ، و إفشاء السلام الذي هو أساس و رمز الحب و المودة .
دفعني لكتابة هذه السطور الرسالة الصوتية الجميلة التي أرسلها الأستاذ أمير التلب مدير مسرح الجزيرة السابق إلى أخيه البرلماني الضليع و الرياضي المطبوع الأستاذ عبدالله بابكر محمد علي الذي شغل ذات يوم رئاسة الإتحاد المحلي لكرة القدم في مدني و كذلك رئاسة نادي إتحاد مدني المنافس التقليدي لشقيقه الأهلي مدني ، حيث أكرمني الأستاذ عبد الله بابكر و إرسل لي الرسالة الصوتية التي استغرق وقت سماعها قرابة العشر دقائق كانت بمنزلة لقاء تم بعد أن تفرقت بهما السبل لسنوات خلت لم يلتقيا وجهاً لوجه ، فكانت الرسالة حفظ جميل من الأمير أمير التلب لأخيه عبد الله بابكر الذي كانت مدني همزة الوصل بينهما حيث كلاهما وضع بصمته في المدينة ثقافة و بنية تحتية و خدمة اجتماعية في ذلك يشهد مسرح الجزيرة و تشهد شرق مدني ، و محلية حنتوب .
أعطني مسرحاً أعطيك أمه ، هكذا كان مسرح الجزيرة في عهد أمير التلب حيث منافسات الدورات المدرسية و ليالي عمالقة نجوم الفن السوداني و مسرحيات الفاضل سعيد التي كانت تسعد المدينة في الأعياد ، و النقلة الثقافية من خارج الحدود ليأت عادل إمام و عمر الحريري و بقية نجوم الفرقة لتشهد خشبة مسرح الجزيرة عرض مسرحية شاهد ما شافش حاجة لعدة أيام .
في رسالة أمير لأخيه عبد الله عرفت مدى عمق العلاقة الأخوية التي تربط بينهما وفي ذلك نعي جيداً قول الصادق المصدوق في الحديث الذي رواه أبو هريرة : ( الأرواح جنود مجنَّدة فما تعارف منها إئتلف و ما تناكر منها اختلف .)
مدني يا أجمل خبر التي نعتز و نفاخر بها نسأل الله النصر لقوات شعبنا المسلحة و أن تعود مدني لأهلها و لسيرتها الأولى محررة من أيدي الغزاة مرتزقة الشتات مليشيا الدعم الصريع الإرهابية .
* آخر الأوتاد :
من أمير إلى عبد الله و طول فترة الغياب و للمعزة التي بينهما من خلال الرسالة الصوتية و لمعرفتي بهما أستشف لسان حالهما كأنَّهما يرددان قول الشاعر :
و ليس أخي من ودَّني بلسانه
و لكنَّ أخي من ودَّني و هو غائبُ
و من ماله مالي إذا كنت معدماً
و مالي له إن أوعزته النوائبُ