أعمدة

طريق الأمل و نَفسٌ من إيليا

 

أوتاد
أحمد الفكي

طريق الأمل و نَفسٌ من إيليا

إستمعت اليوم  لأغنية طريق الأمل  كلمات الشاعر محمود  طرنجة  ألحان  السني الضوي التي شدى بها  ثنائي  العاصمة  ” طيَّبَ الله ثراهما ” وهي من روائع الأغنيات السودانية الخالدة في مكتبتي الإذاعة و التلفزيون .
اللافت للنظر جمال الأغنية و لحنها الفريد وعدم الملل من الاستماع إليها بأصوات مختلفة حيث رددها كل من حنان النيل ، حسين الصادق ، ملاذ غازي .
الشيئ الآخر الذي جعلني أنصت لها بإمعان ما وجدته من تقارب نفسي ما بين الشاعر محمود طرنجة و شاعر المهجر إيليا أبو ماضي من حيث نَفَس التفاؤل الذي يملأ أشعار إيليا ، فكان محمود طرنجة على قدر مستوى تلك الروح التفاؤلية عندما كتب طريق الأمل لثنائي العاصمة و التي تقول كلماتها :
ليه نندم على الماضي و زمانا الراح
ليه نشكي من الألآم في كل صباح
ما دام حاضرنا فيه طريق ملان أفراح
طريق مفتوح طريق زاهر بنور وطني
محل ما أروح ألاقي النور
ألاقي النور مصادفني
أنسى الفات و كل الكان مؤلمني
و ألقى حبيب جمال رؤياهو يسعدني
تعال يا حبيب تعال و ابعد عن ألأوهام
و ماتفكر في يوم تحتار مدى الأيام
ما دام الدنيا فيها النور
و فيها النور و زايدة سلام
و كل الكون ربيع أخضر أمل بسام .
هكذا قال شاعرنا محمود طرنجة و تعال معي لما قاله إيليا أبو ماضي و دعوته للتبسم حيث قال :
قال السماء كئيبة و تجهَّما
قلت ابتسم يكفي التجهُّم في السماء
قال الليالي جرعتني علقما
قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
أتُراك تغنمُ بالتبرم درهما
أم انت تخسرُ بالشاشة مغنما
يا صاح لا خطرٌ على شفتيك أن
تتثلما و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإنَّ الشهب تضحك و الدجى
متلاطم و كذا نُحب الأنجما
قال البشاشة ليس تُسعد كائناً
يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم ما دام بينك و الردى
شبرٌ فإنَّك بعد لن تتبسما .
*آخر الأوتاد :
ما بين طريق الأمل و نَفَس إيليا دعوة للفرح و المرح و كأنَّهما يقولا إضحك يضحك العالم معك و أبك تبك وحدك . و هنا أدعوك عزيزي القارئ أن تدخل اليوتيوب و تستمع لطريق الأمل بصوت ثنائي العاصمة أو حنان النيل أو حسين الصادق ، لترى ذلك الإبداع الرصين و جمال اللحن و الأداء . على يقين تام أن الأخوين العزيزين د/ بدر الدين باشاب و الأستاذ الأديب عمر ترتوري لما يملكانه من حسٍ فني سيكونا أول من يستمعا لطريق الأمل فور الإنتهاء من الأوتاد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى