أعمدة

محمد الخير و ذكرى القطار

أوتاد

أحمد الفكي

الذكريات لها وقع في حياة الإنسان سيَّما الذكرى الطيبة الخالدة و كما ذكر أمير الشعراء أحمد شوقي انها للإنسان عمر ثان ، هكذا كانت ذكرى سنوات عمل العم محمد الخير خالد الباشاب المنحدر من جلاس حيث التحق بالسكة حديد منذ العام 196‪1 حتى العام 200‪5 إلتقيته بقدرٍ من الله ، في مدينة حائل فتجاذبنا أطراف الحديث حيث وجدته يمتلك روحاً حلوة و لساناً عذباً و حاسة جذب لمن يحدثه و يستمع له ، منه عرفت أهمية السنفور و الرصيف و محطات القطر و مراحل التدرُّج الوظيفي حتى الوصول لوظيفة مفتش سائق القطار فقد بدأ حياته العملية في السكة حديد بمهنة مسَّاح و هي تهتم بمسح القطر و نظافته ، ثم عطشجي وردية ، و عطشجي سفري ، و سواق وردية ، سواق سفري، و من ثم الوصول لمرحلة مفتش سواقين .
أما مرحلة الوصول الوظيفة ناظر محطة يتم التَّدرُّج لها بدءً من محولجي ، قطرجي ، كاتب بضاعة ، ناظر .
ما يميز السكة حديد الإلتزام بالزمن و. الإنضباط في المواعيد .
حكى محمد خير الباشاب انه مكث 45 عاماً في السكة الحديد منها 24 عاماَ سواق سفري كان قائداً للقطر الذي يسير بالبخار و كذلك للقطر الذي وقوده الديزل . أشهر خطوط سفر القطارات التي يعرفها أهل السودان قطر حلفا ، قطر كريمة ، قطر الدمازين ، قطر نيالا ، وقطر بابانوسة الذي كان يصل إلى واو قبل إنفصال الجنوب .
حَفِلَ القطار باهتمام بالغ من الشعراء فقد درسنا سابقاً في المرحلة الإبتدائية قصيدة حملت عنوان القطار يقول مطلعها : ( هيهات .. هيهات لا جن و لا سحرة .. بقادرين على أن يلحقوا أثره ) كما وجد القطار حظه في الأغنية السودانية على سبيل المثال لا الحصر نجد زنقار قد تغنَّى بأغنية من بف نفسك بالقطار .. إنت شلتو جيبو بالقطار . و سيد خليفة له ( القطر .. القطر نويت السفر ) البلابل و قطار الشوق بتين توصل تودينا ومروراً بأحمد الصادق و اغنية القطر دور حديدو ، و تبقى رائعة الشاعر محمد عوض الكريم القرشي التي لحنها و غنَّاها الفنان عثمان الشفيع واحدة من الأغنيات الخالدة وفيها قال :
القطار المر فيه مر حبيبي
بالعلى ما مر
يا الشلت مريودي في الرصيف
مستني وللثواني احاسب
امتى يظهر نورو الليه ديمة
اراقب القى فيه هناى يلقى فيني هناهو ننسجم لريدنا الكان يا مريودي
الأشرجي تراه للإشارة اداهو فتحوا السنفور لمروره قلبي زاد خفقانه
و زاد كمان في ولاه للحبيب الماري الليهو زاد شوقي القطار يتهادى
حل في وادينا يلا نجري نشوفه
المن زمان ناسينا في السلامة سلامة
آه انا الجنيتها في المحطة بكيتها
يا القطار تدشدش يا الشلت مريودي

..أخر الاوتاد:٠٠
بعيداً عن قطار الهم ذاك المسلسل الإذاعي الشهير ، نقع على الكلمة السودانية الشعبية الدارجة المرتبطة بالقطار ( القطر فيهو كمساري) تقال عند إجتماع مجموعة للتنبيه و الحذر من الكلام في حضرة شخص يُخاف من عواقبه أو قد يكون عيناً و جاسوساً لجهةٍ ما .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى