أعمدة

رماد الذكرى

أوتاد
أحمد الفكي

لك يا مدني يا عروس المدائن يا جميلة جمال الكون .. نصلي لك .. نقنت لك .. ندعو لك . حفظاً من الله لك. مدني لن تكون رماداً فقط بل رماد تحته وميض جمر سيشتعل و يضرم ويحرق المعتدين عليها و تعود مدني حاضرة ولاية الجزيرة بكل ألقاها المعروف عنها .
و الرماد كما هو معروف مادة تتبقّى بعد احتراق مادة عضوية بالكامل، وهو مادة غير قابلة للاحتراق بمفردها، وفي أمثالنا الشعبية ( النار تلد الرماد) مثل يُضرب للتوببخ في حالة يكون الأب صاحب صفات إيجابية و سلوك قويم و مروءة و هِمة ( أخو أخوان) يجد الحمد و الثناء من مجتمعه و يكون إبنه عكسه في الصفات و السلوك وقتها يُقال النار تلد الرماد اي لا نفع منه .
كذلك نجدعبارة ذر الرماد في العيون ذائعة الصيت ، تطلق هذه العبارة للتمويه و التضليل و الخداع و الغش . و اللون الرمادي مأخوذ من لون الرماد يقع في الوسط بين الأبيض و الأسود ، صاحب اللون الرمادي هو من يحمل العصا من الوسط فاقد القدرة على اتخاذ القرار وهنا نتذكر عادل إمام َ و مسرحية شاهد ما شافش حاجة وهو يردد في أحد المشاهد بلهجته المصرية ( يا اسود يا ابيض) بهمزة وصل دون قطع .
الشيء الذي جعلني أكتب عن الرماد هي الرسالة الجميلة التي وصلتني عبر الواتساب من أخي العزيز المحامي عبد العزيز محمد أحمد الفكي وفيها موال (رماد الذكرى) للشاعر صلاح الدين خيري ألحان و أداء الفنان الرشيد كسلا ، حيث شعرت نفسي أنني في بساط ريح أخذني إلى مسقط رأسي و نشأتي حبيبتنا مدني و اجترار صف طويل من قطارات الذكرى حيث الرشيد كسلا و تواصل أجيال فناني مدني وقت أن كانت تلفزيونات الفريق سوداء و بيضاء وهو يؤدي ذلك الموال بشعره الخنفس موضة ذلك الزمان و يتبعه بأغنية بعيدة عني.
عزيزي القارئ أدناه موال ( رماد الذكرى) الذي أرسله لي اخي عبد العزيز للفنان إبن مدني الرشيد كسلا الذي نال لقب كسلا تيمناً بنجم هلال الملايين الأسبق الكابتن د/ محمد حسين كسلا :
ﺭﻣﺎﺩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻟﻮ ﺻﺤﺎﻙ.. ﻻﺗﻬﺘﻢ
ﺟﺮﺡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ..ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ..
ﻟﻮ ﻓﻰ ﺻﻤﺘﻪ ﺑﻨﺰﻑ ﺩﻡ
ﺻﺤﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭة
ﺑﺎﻗﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭة. . ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭ
ﺩﻣﻌة ﺧﻄﻮة ﻋﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻢ ﻣﺸﻮﺍﺭ
ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺒﺎﻗﻰ ﻣﻦ ﺑﺎﻗﻴﻨﺎ..
ﻻ ﻧﺘﻼﻗﻰ.. ﻻ ﻳﻼﻗﻴﻨﺎ.. ﻻ ﻧﺘﻠﻢ
ﻛﻨﺎ ﺍﺗﻨﻴﻦ ﻣﻊ ﺍلأﻳﺎﻡ ..
ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﻓﻰ ﻟمحة
ﺯﻯ ﻣﺎﺗﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ..
ﺗﺬﺍﻛﺮ ﺳﻔﺮﻭ ﻟﻠﺮﺣمة
ﻭﺯﻯ ﻣﺎ ﺗﺘﻮﻩ ﻣﻦ ﺍلأﻃﻔﺎﻝ..
ﺧﻄﺎﻫﻢ ﺩﻳمة ﻓﻰ ﺍﻟﺰﺣمة
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﺎقي ﻣﻦ ﺑﺎﻗﻴﻨﺎ..
ﻻﻧﺘﻼﻗﻰ.. ﻻﻳﻼﻗﻴﻨﺎ.. ﻻ ﻧﺘﻠﻢ
ﺳﻴﺐ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ للأيام
ﺗﺼﺤﺢ ﻫﻰ ﺃﺧﻄﺎﻩ
ﻭﺟﺮﺡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﻟﻮ ﻗﺴﺎﻙ..
أقسى ﻋﻠﻴﻬﻮ ﻭﺍﻧﺴﺎﻩ
ﻭﺍﻓﺘﺢ شرفة للآمال .
ﺗﻘﻔﻞ ﻛﻞ ﺷﺮفة ﻫﻢ
ﻋﻤﺮﻯ ﻗﺼﻴﺮ.. ﻋﻤﺮﻙ ﻛﻢ..
ﻋﺸﺎﻥ ﻧﻘﻀﻴﻪ ﻓﻰ ﺍلآهات
ﻭﻧﻔﺘﺶ ﻟﻤﺼﻴﺮ ﻣﺠﻬﻮﻝ
ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﻳدة ﻣﻬﻤﺎ ﻧﺪﻗﻮ..
ﻧﻠﻘﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻮ ﺑﺎﺏ ﻣﻘﻔﻮﻝ
ﺍﺻﻠﻮ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻌﻴﺶ ﻣﺮة .
ﻭﻳﻤﻮﺕ ﻣﺮﺍﺕ.. ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺭﻓﺎﺕ
ﺣﻘﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﺗﺤﺰﻥ..
ﻭﻻ ﺗﺸﺘﺎﻕ.. ﻭﻻ ﺗﻨﺪﻡ
* آخر الأوتاد :
التحية لأخي عبد العزيز وهو يعيد لي بعضاً من شريط ذكرياتي عن مدني الجمال التي ستعود قريباً سيرتها الأولى و يعود أهلها لديارهم سالمين بآذن الله . شعبٌ واحد .. جيشٌ واحد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى