أعمدة

لن أحيد

أوتاد 

أحمد الفكي

لظرفٍ صحي تمثَّل في إجراء عملية في العيون إعتكفت عن الكتابة مدة من الزمن فاقت الأربعين يوماً ، وها هي عودتي لمعانقة السطور مهنئاً و مشبداً بخطوة المقاومة الشعبية السودانية ، لتقف جنباً بجنب مع قوات الشعب المسلحة ، حفظاً للأرض و العرض و دحراً لقوات المليشيا المتمردة التي ما دخلت مدينة أو قرية إلا عاثت فيها الفساد بالنهب و السلب و الدمار و احتلال المنازل و إخراج أهلها منها عِنوة .
نعم للمقاومة الشعبية السودانية Sudanese popular resistance قديماً قيل ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة . لذا عانق عنان السماء صوت شعب واحد .. جيش واحد شعار على أرض الواقع رأي النور فوراً إستجابةً لنداء القائد العام لقوات الشعب المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ” حفظه الله ورعاه و أيَّده و جنده و شعبه بنصرٍ على الجنجويد و من شايعهم”.
لن نحيد قصيدة أبدع في كتابتها الشاعر الفذ محي الدين فارس و أجاد في غناها الفنان حسن خليفة العطبراوي ” طبَّبَ الله ثراهما” جاء في كلماتها :
…أنا لست رعديداً يُكبل خطوه ثِقل الحديد
وهناك أسراب الضحايا الكادحون
العائدون مع الظلام من المصانع والحقول
ملأوا الطريق
وعيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق
يتهامسون
وسياط جلاد تسوق خطاهمو
ما تصنعون؟
يجلجل الصوت الرهيب
كأنه القدر اللعين
وتظل تفغر في الدجى المشؤوم أفواه السجون
ويغمغمون
نحن الشعوب الكادحون
وهناك قافلة تولول في متاهات الزمان
عمياء فاقدة المصير و بلا دليل
تمشى الملايين الحفاة العراة الجائعون مشردون
في السفح في دنيا المزابل والخرائب ينبشون
والمترفون الهانئون يقهقهون ويضحكون
يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون
والجاز ملتهب يؤج حياله نهد وجيد
وموائد خضراء تطفح بالنبيذ و بالورود
لهب من الشهوات يجتاز المعالم و السدود
هل يسمعون ؟ صخب الرعود ؟
صخب الملايين الجياع يشق أسماع الوجود ؟
لا يسمعون !!!
في اللاشعور حياتهم فكأنهم صم الصخور
وغداً نعود
حتماً نعود
للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود
ونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
تزغرد الجارات
والأطفال ترقص و الصغار
والنخل و الصفصاف
والسيال زاهية الثمار
وسنابل القمح المنور في الحقول و في الديار
لا لن نحيد عن الكفاح
ستعود أفريقيا لنا
وتعود أنغام الصباح
* آخر الأوتاد :
لكل قارئ لهذه الأوتاد عليه الاستماع لهذه الأغنية لن نحيد بصوت العطبراوي ، و عند الإنتهاء سيردد في نفسه لن نحيد.. لن نحيد .. لن نحيد و حتماً سيعود سوداننا بإذن الله وطناً آمناً يحفه الخير و النماء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى