
أحَـببتُها وخُـضتُ فى سـبيلِ الإرتباطِ بها معَـاركَ مـُوحـِشة
بقلم/مُحمّد عُكاشة
سَبعُ حِججٍ مَضينَ علي رحَيلها الفجُوعُ وندوبٌ غائراتٍ لا بُرءَ لها بقلبِ ( الحبيب ) لولا اصطبارهِ الجميلْ ويَقيّنُه بأنَ الُدنيا مَطيةَ راكبٍ ويبقي وجهُ ربِنا ذوالجَلال والإكرام.
عامئذٍ وفي شهرِ ( فبراير ) يتلو علي الملأ رسالةً في (الحُبْ ) تكادُ تُضارعُ ( طوق الحمامة ) لابن حزمِ الأندلسي الظاهري والحاضرينَ يكادُ الدمعُ يَجفُ في المحاجر.
وقفَ الإمامُ الصادق المهدي يَعتزي برحيلِ رفيقته السيده سارا الفاضل ويقول:-
(..كانت الحبيبةُ الراحلةُ لوحةً سودانيةً تشمُ فيها عَبقْ المسيدِ وتَري فيها خُضرةُ الخريفِ وتسمعُ فيها دقاتِ النُحاس.
أحَببتُها وخُضتُ فى سبيلِ الارتباط بها معارك موحشة. وأحَبتني مُضاعفةً حُباً تجاوزَ المُعتادُ وغَني:-
الحُبُ مالم تَكتنفُه شمائلٌ..كانَ مَعرةً وآثاماً
والحُبُ شِعرُ النفسِ إن هَتكت به..
سَكتَ الوجودُ وأَطرقَ إستعظاماً
والُحبُ من سِر الحياةِ فَسمِه
وحَيّاً إذا ماشئتَ أوإلهاماً… )
ثُم مضي إلي القولِ ولعِينيّه إلتماعٌ وبصوتهِ حَشرجةُ حُزنٍ شَجيّ:-
( ..انتصرت سارا للأنثى فى تراثٍ يَغمِطُ أحياناً حَقها.
قالوا.. أكانَ فاس لا تقطعَ الراس ؟!
وقال مُحدثي وهو يُشير إليّ مكاناً يُوصلني إليه:-
من بابِ النسوان الله يِكرم السامعين ؟؟؟
سارا…انتزعَ اداؤهُا لهُ أوسمةً مُستحَقة.
الأُنثي أحَمى للعرينِ من الاسد.
شهيدةُ الجهادِ المدني-أمُ الاحرار- من القُوة للهوة.
نعم..أقولُ:-
فحِليةُ كلِ فتيً فَضلُه
وقيمةُ كلِ امرىءٍ عقلُه
ولا تتكلْ فى طِلاب العلا علي نسبِ ثابتِ أصلهُ
فما من فتيً زانهُ أهلهُ بشىءِ
وخَالفهُ فِعلُه ..)
قدمَ الإمامُ خُطبةً مؤثرةً في رثاءِ زوجهِ و خَط كتاباً في (الحب) والرجلُ ظلّ مُذّ قامَ نصيراً للمرأةِ طوال حياتهِ مُنافحاً عن حقوقها يُكرم وجُودها في الحياةِ ودورها ومكانتها.
انتصرَ للمرأةِ ضد العاداتِ الضارةِ وسَاندها في كِفاحها الإنساني وعَززَ بفكرهِ دورها في العملِ والحياةِ العامة.
الشَاعرُ عُمر الطيبْ الدوش مِثلُهُ حيثُ كانت أشعارهُ وسنواتُ عُمرهِ الخَصيّب احتفالاتٍ بالحُبِ وأعيادهِ.
كانت (سعاد ) المرأةُ التي أحبْ رمزاً للحُبِ والخًبزِ وللحُريّة.
ثُم الدوش في آخرِ أعمالهِ المسرحية ( ياعبدو رووق ) يُقدمُ عملاً مُلهماً في كتابِ ( الحُب) يبثُه في حياةِ الناس.
ثمّ..
وإمراةٌ في حَياتي والناسُ يجعلون للحُبِ عيدٌ ودمُوع وشُموع.
نيّفٌ وأربعونَ عاماً تختلفُ عليّ فيها الظُروفُ والمِحنُ والخُطوبً المُدلهمة وهي لاتَختلفُ قولاً واحداً وهي تبذُّلُ الحُبَ صَادقاً لا كفاءَ لهُ.
إمرأةٌ تَملأُ النفسَ والعينَ والفؤادَ جميعاً.
لا تجفُوني لحظةً ولا تخونُ الوداد.
بالنظرِ تَدلُ وبما أُوتَيت من الحِكمة تَهديني الصواب.
لم تَغلُظّ ليّ القولَ في خِطابها يوماً واحداً علي كَثرةِ أخطائي وعِظمِ خَطيئتي وشِقوةُ تَمرُداتي.
أغَدو من عِندها صَباحاً مَحفوظاً في مالي وطَعامي وشرابي وهَيئتي وما يجبُ أنْ يراني عليهِ الناسُ من حُسنٍ وبهاءْ.
ثم أروحُ إليها مساءً تستقبلنُي مِتُّل عِيد الضَحية البفتحُولوا البيت وهي تَقلقُ قَلقاً أحُسُه لتأخري عليها بيدَ أنها لا تُقلقُني بشيءِ وهي جَذلانةٌ فَرِحةٌ مسرورة.
لم تَكُ إمرأةً صَخابةً مِهذارةً غِضاب بل كانت تأخذُ الحياةَ علي الجِدِ في الفضَائلِ والمُكرماتِ ولم تكُ فَظةَ القلبِ نابيٍةِ الطبع.
لِسانُها لم تذكُر بهِ عورةَ إمريءٍ ولم يَنبُ بالسوءِ قط ولم تمشي به بالنميمِ بين الناسِ ولا تغتاب.
إمرأةٌ وضَيئةٌ سَمحةٌ خَفيضةُ الصوتِ قليلةُ الكلام كَثيرةُ العملِ حفيةٌ بأهلي وجِيراني وأصدقائي ترعاهًم وهم يَحفُونَ بها ويَرضَون.
أحبتني حُباً مَلكَ عليّ أقطارَ نفسي وقد أعطتني ولم تستبقي شيئاً وأنا ظالمٌ لنفسي مُقتصدٌ في الخيرات.
رحمَ اللهُ المرأةُ التي أحببتُ وبرحِيلها..بابَ الريده وانسده.
والدتي..الحاجه قمر بت الخليفة عبد الرحمن وديوسف مُقدمَ الشيخ دفع الله الغَرقان.
الأًمهاتً أحياءً وامواتاً هُنّ اللاتي يَجبُ أنْ يَتوجهُ إليهِنٍ الحُبُ والدعاءُ كلَ يومٍ وعِيد.
——————–
الخميس16فبراير2017
صحيفة المستقلة