
السُودان..مقالاتُ الإخوان المُسلمين وأحوالُ السادةُ الصُوفييّن
عَلي سَبيل التقَديم
يَصدرُ هَذا الكَتابُ مَجموعةُ مَقالاتٍ جُزءً ثالثاً لِما صَدرَ من كِتابين قَبلهُ فالأولُ ” ماوراءُ السُطور..مقالاتٍ في الأدب والسياسة ” والثاني هوَ كِتابُ ” السُودان..سنواتُ البشير وأيام الثورة الشعبية ” والثلاثةُ مَحورُ مَوضوعاتهِا الغَالبُ هو سَنواتُ حُكمِ نظامُ الإنقاذ أو نِظامُ البشير/ التُرابي أو للذي يَقرأُ من غيرِ أهلِ السُودان وللناطقينَ بغيرِ اللُغة العَربيةِ نظامُ حُكم “الإخوان المُسلمين” وللأمانة فإن مُعظمُ المَقالاتِ تمَ نشرُها في الصُحفِ السَيارة في العِقدِ الأخيرِ قبلِ سُقوطِ البشيرِ حينَ هامشِ الحُريّات الذي أتيحَ نتيجةَ ضُغوطاتٍ أحاطت بالنظام من خَارجهِ وعقبَ مُفاصلةِ رمَضان العامَ 1999م قَادها التَلاميذُ في السُلطة عَلي أبيهِمُ المُربي ومُعلمهُم الأولُ ومؤسسُ التنظيمِ الإسلامي وعَرابُ إنقلابِ الثلاثينَ من يُونيو 1989ميلادية الدكُتور حَسَنْ التُرابي.
الكُتبُ الثَلاثُ مُحاولات ٍ تجتهدُ تَنتقدُ مَسيرةَ حُكمِ إنقلاب تعمدَ قَلبُ حياةِ السودانيين وحَملتهُم علي ما لاطَاقة لهم بهِ حيثُ ابتدرَ النظام “الإسلاموي” مَسيرتهُ بدقِ مُسمارٍ في رأسِ طَبيبٍ مرمُوق لينتهي بحَشرِ خَازوقٍ في دُبُرِ مُدرسٍ هو مُعلمِ الناس الخيرَ فَضلاً عن جَرائمِ الابادة في إقليم دارفور وعن نهبِ المالِ العامِ والفسادِ بكل صُنوفهِ مُخالفةً لكلِ الشرائعِ والأعرافِ والقيمِ الإنسانية.
هَذا الكَتابُ يَتَضَامُ إلي رفَيقيهِ الأوليَانِ ويَجدُرُ قِراءاتهُما مَعاً غيرَ أنَ قِراءتُه لوحدهِ قد تَقضي الغرضَ ذاتهُ ففي تضَاعيفِه ما يُؤكدُ عَسفَ نِظامُ الإنقاذ وتَضلُعُ سَاستهِ في المَظالمِ وقَهرِ الناس.
إنقلابُ الثلاثينِ من يُونيو يَستمرُ يَحكمُ بالقهرِ والعنافةٍ لأكثر من ثلاثينَ سنةٍ ومارافقَ عُقودهُ الثلاثُ وما أحَدثهُ وهو يقعدُ بالسُودانِ وشَعبه كلُ مقعدٍ لا يُمكنُ الإحِاطةُ به في كتابٍ أو ثلاثُ غيرَ أنني لابُدَ فاعلٌ جَهدي إبراءً لأمانةِ القلمِ ومَسئوليةِ الكِتابةِ وهو جَهدُ المُقِلُ وبِضاعةُ الرجلُ.
هذا الكتابُ تَضمنَ مقالاتٍ حولَ الطَريقةُ الصُوفية في السُودان وهي إضافةُ لا تعتسفُ مقالاتِ حُكمِ الإسلاميين وإنما في السِياق ذاتهِ تُقدمُ أنمُوذجاً صالحاً لإسلامٍ يَغرسُ يَستنبتُ لإصلاحِ المُجتمع بالرفِقِ واللِينِ وبالحُسني وبالتي هِيَ أقَومْ.
مُحمَد عُكاشة