الدعم السريع: شوف الناس ديل عايشين كيف ونحنا موية مالاقين نشربها

كتب/د. بشير ادم رحمة القيادي بالمؤتمر الشعبي
ماذا بعد الحرب؟ و هل لها من فوائد؟
من فوائد الحرب الحالية انها تدفن تفكير ما بعد الاستقلال الذي قامت عليه دولة ما بعد الاستعمار.
اذا سألت اي مقاتل من الدعم السريع لماذا تقاتل؟ سيقول لك ما لقنوه له: محاربة الكيزان و تحقيق الديموقراطية و الحكم المدني. و اذا أوضحت له أن الكيزان فقدوا الحكم منذ ٢٠١٤ و صار الحكم لشلة و سألته عن الديموقراطية فلا يعرفها فقط كلمة حفظوها له و صار يرددها من أجل كسب الخارج.
اذن لماذا يحارب؟ سيقول لك لماذا يحارب. شوف الفديو عندما اقتحموا منزل لاعب المريخ و المنتخب الوطني و تعليق المتحدث في الفديو علي (الاكواس) قال: شوف الناس دول عايشين كيف و نحنا موية ما لاقين نشربها ( يقصد في بلده التي اتي منها لمحاربة ناس الخرطوم). و عندما تعصر عليه سيعطيك آخره قائلا: (نحنا دايرين نحكم. سبعين سنة ناس معينين هم الحاكمين، دايرين نحكم، دايرين حقنا)
اذا رجعنا لتاريخ حروب السودان ما بعد الاستقلال نجد سببها واحد: عدم الإنصاف في توزيع السلطة و الثروة (و الوظيفة العامة ثروة) و بالتالي عدم العدالة في التنمية اذا استثنينا ست سنوات عبود التي كانت فيها حقيقة تنمية متوزانة خاصة في التعليم و مشاريع التنمية الصناعية.
تمرد الجنوب ١٩٥٥ كان غبنا من قرارات لجنة السودنة. حركة سوني في دار فور و حركة فيليب عباس غبوش في جبال النوبة و مؤتمر البجة في الشرق و حزب سانو في الجنوب كلها جاءت بعد ثورة اكتوبر ١٩٦٤ تطالب بنصيب في السلطة و الثروة و كانت حركات سياسية سلمية نادت بالفدرالية و عندما لم تجد اذنا صاغية من المركز تحولت الي حركات تحمل السلاح لتنال حقها حربا في الاطراف و ما الدعم السريع إلا حلقة في تلك السلسلة و لكنها ضربت مركز السلطة في الخرطوم في تحد للملأ – بتعبير القران- (الدولة العميقة بالتعبير الدارج).
اذن نحن نحتاج لإعادة هيكلة السودان: لخلق السودان الجديد، ننقل المدينة الي الريف (نقلا من تعابير جون قرنق) سودان الحرية و العدالة و المساواة و السلام.
نعم لإعادة النظر في قانون الاحزاب بحيث لا تتعدي الاحزاب القومية أصابع اليد و كذا قومية مؤسسات القطاع العام الاقتصادية و الخدمة العامة و توزيع الصناعات حيث أماكن الإنتاج و هكذا حتي لا يكون لنا مركز واحد فيه كل شيء اذا ضرب و هدم و احتل ضاع السودان و استسلم. يقولون ان سويسرا الصغيرة الفدرالية فيها اربع عواصم.
اذن بعد هذه الحرب و موت الاطاري الذي تسبب بغباء مستجدي السياسة في إنهاء حقبة ما بعد الاستقلال سمها (دولة النهر أو أي تسمية تروق لك) علينا التفكير الجاد لوضع الأسس للسودان الجديد سودان الحرية و العدالة و المساواة و السلام و العزة و الكرامة و الوحدة في التنوع.
١) الفدرالية و هياكل الحكم
٢) تقوية الحكم الولائي اداريا و ماليا.
٣) حكم رئاسي قوي بالمركز ذو مهام محدودة.
٤) توزيع الصناعات في مناطق الإنتاج
٥) القوات النظامية و طريقة الانتماء إليها و طريقة اختيار قيادتها بطريقة نسبية قومية و كذا الخدمة العامة.
٦) العلاقات الخارجية و كيفية التعامل مع الآخر.
٧) اي مواضيع .
يقولون: رب ضارة نافعة.
فهل نحول هذه الحرب الي فرصة للبدا من جديد لينطلق السودان بسرعة الصاروخ مستفيدا من موارده المهولة، التي جلبت عليه المصائب، تنمية و رغد عيش لأجيال المستقبل.
كل الشعوب التي انطلقت في التنمية و حسن التعايش كانت خارجة من حروب اهلية: بريطانيا العظمي، الولايات المتحدة الامريكية، اسبانيا، دول امريكا اللاتينية و قريبا منا رواندا.
الجنة لشهداء الوطن الأبرار و الذين بدمائهم تكتب العزة و النصر للوطن.
فلنركز علي المستقبل، السودان الذي نريد بعد أن تضع الحرب اوزارها.
د. بشير آدم رحمة
الخرطوم/ يونيو ٢٠٢٣م