ناس الشجرة يسلموا عليك

أوتاد
أحمد الفكي
قالتها بلهجة سودانية كاملة الدسم و أعقبتها بضحكة ، مذيعة عربية في إحدى القنوات الفضائية العربية ، و في ذلك فخر للساننا السوداني الذي يغزل و ينسج العبارات نتيجة سرعة بديهة فريدة لرسم الحدث في لوحة خيالية ترشد المستمع لفهم الحدث ، َ ها هي عبارة ناس الشجرة بسلموا عليك قد أوضحت الخطاب من عنوانه لتقدم التحية و التقدير والاحترام لقوات شعبنا المسلحة جيشنا الذي تلاحم معه الشعب في معركة الكرامة لتكون الأيقونة جيش واحد شعب واحد .
و للشجرة قصص و حكايا وهنا وقفات مع بعض من الشجرة و لتكن البداية مع الإختبار و جهاد النفس و وسوسة إبليس لأببنا آدم الذي أمره الله أن يسكن في الجنة هو و زوجه يأكلا من ثمار الجنة أكلاً رغداً أي واسعاً من أي ما تشتهيه أنفسهما إلا شجرة واحدة الإقتراب منها ممنوع منعاً باتاً بأمرٍ إلهي حيث جاء في محكم التنزيل : ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) البقرة 35.
كما نجد الشجرة الطيِّبة و الشجرة الخبيثة من واقع المثل الذي ضربه الله في سورة إبراهيم فقال تعالى : ( أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ (24) تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٖ (26).
و في القرآن الكريم كذلك جاء ذكر الشجرة المباركة زيتونة أي هي من شجر الزيتون الذي خصه الله بمنافع عديدة . و بالمثل نجد الشجرة الملعونة وهي شجرة الزقوم أجارنا الله منها وعزيزي القارئ ووالدينا و من له حق علينا من الأكل منها لأنها تنبت في الجحيم لأهل النار وهي كما قال تعالى : ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ* طَعَامُ الأَثِيمِ* كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ* كَغَلْيِ الْحَمِيمِ) الدخان 43- 46
أياً كان مكان النوم تحت الشجرة أو داخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص المقولة التي قيلت في حق سيدنا عمر بن الخطاب رضيَّ الله عنه ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ) تبقى العبرة بنزاهة الحاكم و عدله. و الهدف المطلوب توفره فيمن ارتضى أن يكون حاكماً و قائداً مسؤولاً عن رعيته .
من أحياء الخرطوم السكنية الشجرة ، و في الشجرة سلاح المدرعات أحد فروع قوات الشعب المسلحة يشهد له القاصي و الداني بالكفاءة العسكربة و منهم عمَّ القرى و الحضر عبارة ناس الشجرة بسلموا عليك. و اللبيب بالإشارة يفهم .
* آخر الأوتاد :
من أمثالنا الشعبية الدارجة( منو البقول البغلة في الإبريق) و لكن في الصغر كنا نردد البقرة في الشجرة و يكفي مطلع النشيد :
يا طالع الشجرة جيب لي معاك بقرة
تحلب تعشيني و الملعقة الصيني
في عاميتنا السودانية طالع يعني ماشي و كذلك يتسلق