عملاء نعم، زراليخ نعم
# وجهة نظر #
عملاء نعم، زراليخ نعم
من خلال جولة سريعة على الوسائط لرصد ردود فعل سقوط مقر الاحتياطي لاحظت خلافاً بين مؤيدي الحيش، حيث يري بعضهم أن الخيانة أو الطابور الخامس سبب هزائم الجيش، وأنه لا بد من تغيير القيادة، وبعضهم يعتقد أن الجيش يواجه تآمرا محليا وإقليميا ودوليا وأن الهدن كانت موجهة لخدمة الدعم السريع. ويشير هؤلاء لخبث الوساطة وانحياز الايقاد وفولكر. وهناك كيزان يرون أن(سبب الحرب هو قحت وانحياز لجان مقاومة وأطباء وناشطين للدعم السريع) ولذلك كان الجيش يعايش تخذيلا داخليا انعكس سلبا حتى كشف ظهره كما قال حفيد النبي كجاب..
آخرون من مؤيدي الجيش يرون أن الوقت ليس لتحميل قيادة الجيش المسؤولية أو تغييرها لأن هذا له انعكاسات خطيرة في موقفه القتالي وربما يقود تغيير البرهان وزمرته لتمرد يستفيد منه الدعم السريع..
الملاحظ في حديث المؤيدين الكيزان خصوصا أنهم يبحثون عن كبش فداء في شخص البرهان، وبعضهم يحمل القيادة كامل المسؤولية، ذلك بالرغم أن الكيزان حينما حمي الوطيس تركوا الجيش وحيدا يقاتل دون دعم من كتائب وجيوش الحركة الإسلامية التي تزامن انشاؤها مع نقاشات الإطاري مثل درع الشمال ودرع البطانة وكيان الوطن للصوارمي.. المهم في كل هذا أنني وصلت لقناعة أن الكيزان دائما لا يتحملون المسؤولية فبعد المقاطعة الدولية في زمن المشروع الحضاري قالوا إنهم يواجهون تآمرا ضد الإسلام..وبعد نجاح ثورة ديسمبر حملوا المسؤولية لتآمر منسوج من الخارج ولعب قوش وحميدتي دورا في خيانتهم..وبعد عروض الجيش المؤسفة أمام الدعم السريع أعادوا نغمة التآمر والطابور الخامس وضعف قيادة الجيش وتخاذلهم عن فتح باب الانضمام للمواطنين لخوض الحرب جنباً مع الجزولي وانس..
الحقيقة هي أن السياسة حسابات فإذا لم تحسنها ستقودك للهلاك وإذا دخلت عليها باستبصار فحتما ستحقق نجاحات..وفي كلا الحالتين أنت مسؤول عن فعلك وليس الخيانة التي لم تتوقعها أو التآمر الداخلي او الإقليمي أو الدولي هم المسؤولون عن خيبتك السياسية..
مثلنا السوداني يقول: “مد رجلك قدر لحافك” فخلافة الله في السودان والعالم تحتاج إلى معجزة في هذا الزمن. ومع ذلك فمواطنونا ما يزالون يشكون من العطش وقلة الطعام وانعدام العلاج والصحة وهجرة العقول والفساد الخ، ولذلك ليس لدى مواطن الجريف واللوبيا قدرة لمواجهة العالم وإرغامه على دخول الإسلام ترغيبا أو ترهيبا.
في ذلك الزمان..الطيب صالح قال لهم “نحنا لا عندنا مكة ولا نبي أو رسول في التاريخ ولا الأزهر ولا القيروان ولا الزيتونة ولا الحوزات الدينية في العراق ..فكيف بالله نشيل وش القباحة مع العالم لإعادة الخلافة الإسلامية التي تفرض على بوش الجزية”.
رحمه الله كان رجلا حكيما بكلمات السهل الممتنع، ولم تشفع له قولة الحق فهاجمت صحافة الانقاذ الرجل وأوقفوا تدريس روايته، وسبوه، ولعنوه، ولم يرتاحوا منه إلا بعد أن استقطبوه لحظة مرضه فمدح البشير، وعندها صار وطنياً للغاية، وابن السودان البار..
ببساطة الحاميات العسكرية سقطت لأن فكرة الحرب كانت كيزانية محضة، ولا فلاح سياسي معروف لكوز سوداني، وفي الواقع أنهم لم يسمعوا كلامنا الذي كتبناه عن ضرورة ايقاف الحرب بعد يوم واحد من بدء تفجرها. ولم ينتبهوا لكلام السودانيين الشرفاء الوطنيين الذين قالوا لا للحرب حتى قبل وقوعها.. وبعد أن اعلناها داويةً اننا لن نقف مع الجيش وميزانه وجنينهم صرنا بأحكامهم الاستعلائية خونة للوطن، ومتآمرين، وقحاتة تافهين وامبرياليين وزراليخ وزنادقة ومأجورين وعملاء..والحمد لله على كل حال فلو كان حق التعبير في ما خص الشأن الوطني يقودنا لنكون عملاء فمرحبا بالعمالة للحقيقة، وإذا كنا زراليخ مردة مردة في المدينة كما قال عبد الحي فلنبشر بطول سلامة.