متمردون لا يعرفون للحرب أخلاقاً

أوتاد
أحمد الفكي

لأول  مرة في تاريخها  شهدت الخرطوم حرب مدن  أشعل سعيرها مليشيا الدعم السريع ضد قوات الشعب المسلحة التي تصدت لأيادي الغدر و الخيانة، فما كان منها إلا أن تخوض جهاد الدفع  في روح قتالية إحترافية، راعت فيها الأسس  الإسلامية النبيلة التي لا تنتهك   حرمة إنسانية ولا دوراً علاجية من مشافى و صيدليات، ولا إحتلال  منازل سكنية، ولا هتك أعراض ولا نهب مال ، عكس ما قامت به القوات المتمردة  التي لاتعرف للحرب أخلاقاً فكان من تلك القوات  إحتلال المستشفيات و  منازل المواطنين مع تخريب  الممتلكات  و نهب البنوك  الأمر الذي أجبر  الجيش  أن يسلك مبدأ  سياسية الأرض المحروقة  scorched earth policy  في بعض الأماكن بعناية فائقة وفق إحترافية قتالية دون حدوث خسائر في أرواح المواطنين قدر المستطاع  ، حيث الغطأ الجوي كان أكثر تركيزاً  على إصابة الهدف الذي يتواجد  فيه مليشيا التمرد ، وقد حقق الجيش الإنتصار  الباهر و  الساحق ، الذي سيدرس في الكليات العسكرية .
* خرق الهدنة :
أثبتت قوات التمرد انهم على بعد مسافة بعيدة من الإلتزام بمواثيق و عُرف التعهدات المبرمة فيما يخص بهدنة الأيام السبعة ، حيث واصلت خرقها بالتجمع في شارع الغابة و الهجوم على مطابع العملة، و عدم الخر ج من منازل المواطنين و المستشفيات ، وفي تطور خرقها للهدنة دخولها عنوة لمستشفى البان جديد و ضرب الأطباء و إجبارهم على إسعاف جرحاهم ، و القصف على إتجاه القاعدة الجوية . و يبقى السؤال هل يبقى الجيش ملتزماً الهدنة من طرف واحد في انتظار تقرير المراقبين أم يقوم بعمل اللازم تجاه المتمردين .؟
* آخر الأوتاد :
كما جاء في كتب التفسير سبب نرول الآية الكريمة 🙁 مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) الحشر 5
لما نقض يهود بني النضير العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حاصرهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، و أمر بقطع نخيلهم و إحراقه إهانةً لهم و إرعاب قلوبهم ، فقالوا يا محمد : ألست تزعم أنَّك نبي؟ أنَّك تنهى عن الفساد ؟ فما بالك تأمر بقطع الأشجار و تحريقها؟ فانزل الله تعالى : ( مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ). اي ما حدث كان أمر رباني .
مع إنعدام وجه المقارنة بما تقوم به قوات مليشيا الدعم السريع المتمردة من دمار وإزهاق للأرواح البريئة فإنه من أمر شيطانهم الذي سيتبرأ من فعلتهم دون شك ولنا في ذلك قَول الحق عزَّ و جلَّ : ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) الحشر 16