أعمدة

القيادة العمياء

أوتاد – أحمد الفكي

ديننا الحنيف حثنا على القيادة و أهمية القائد في حياتنا حيث يتجلى ذلك كمثال في حالة السفر من باب التوجيه و الإرشاد و الاستحباب فجاء في كتب السنن : ( إذا سافر ثلاثة فليؤمِّروا أحدهم ) حتى يكون الانضباط و منع الاختلاف و تحقيق الهدف في يسر و نجاح ، لذا نجد أنه منذ عصور التاريخ القديمة عرف الإنسان أن الفرق بين النجاح والفشل سواء في الحروب أو في مختلف ميادين الحياة الإنسانية يرجع في جانب كبير منه إلى مدى كفاءة القيادة، حيث أن كل جماعة أو منظمة أو دولة تحتاج إلى قيادة، وتشكل القيادة محور مهم ترتكز عليه مختلف النشاطات في المنظمات العامة والخاصة و منظمات المجتمع المدني على حد سواء .
قادني للكتابة عن القيادة باختصار و جعلت عنوان هذه المادة القيادة العمياء لما بدر من أحد الأشخاص الذين ابتلاهم الله بحب السلطة و الزعامة وهو فاقد لمقوماتها الأساسية حيث تم نشر تكوين لجنة تسيرية لرابطة أهل الهلال بحائل من وحي خيال ذلك الشخص الذي نصَّب نفسه رئيساً لها و اختيار مجموعة من أصدقائه الأمر الذي أزعج جميع أعضاء الرابطة حيث تواصلت الاتصالات الهاتفية عليَّ بصورة مكثفة متسائلة عن ذلك العبث و حالة الفوضى التي يقوم بها ذلك الشخص الفاقد لعضوية الرابطة و الكل يعرف ذلك عدا الذين اختارهم ليكونوا معه و في ذلك ينطبق عليهم المثل ( إذا قاد الأعمى رجلاً أعمى كلاهما سقط في الحفرة .)
إضافة لذلك نجد قول العرب حاضراً في تلك الأسماء التي وافقت أن تكون تحت قبادته وهم يدرون بكامل تفاصيل شخصيته ( ضل من كانت العميان تهديه) و العيب عليهم حيث أنهم لاذوا بالصمت و عدم الرفض و عند سؤال أكثرهم أفادوا أنه لم يِشاورهم و يبقى السؤال قائماً لماذا لم يتم الرفض منهم و لم يُبادلوه النُصح و الرجوع في اتخاذ تلك الخطوة التي دون شك ستجعل كل من هبَّ و دبَّ أن يختار لجنة تسيرية بمزاجه لتلك الرابطة التي لها وجودها المميز ضمن روابط الهلال الخارجية .
في حالة اختيار لجنة تسيرية كان من الواجب الرجوع و الاحتكام لدستور و لائحة الرابطة ، و من باب التقدير والاحترام كان لا بُدَ للرجوع لمؤسس الرابطة المهندس أسامة مبارك نور الدائم للتشاور معه في اتخاذ مثل هكذا قرار .
* آخر الأوتاد :
ليس ثمة ما هو أصعب من إقناع من لا يريد الإقتناع، أو من يتجاهل كل ما يتعارض مع معتقداته الخاصة ، لذا نجد المثل الإنجليزي القائل : ( ليس أحدٌ أشد عمىً من أولئك الذين لا يِريدون أن يِبصروا None are so blind as those who will not see

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى