تقارير وحوارات
أخر الأخبار

صَاحبُ الأعوادُ هَذي يَزوروني في ودنباوي..أنا هنا جَاي لأُقبلَ هذهِ الأعوادُ وأرجع

بقلم/محمدعكاشة 

نَكتبُ في ذكري مَولدهِ رجاءَ شَفاعتِه.
نَكتبُ حِيذاكْ عن حَفيدِ راجلَ أم ممرح يَنتوي زيارةَ (القُبة البلوح قِنديله ) والهاتفُ يُقلقُ منامهُ ويُرضيه.
تَهيأَ للزيارةِ عامراً قلبُهُ بالمحبةِ والصدق.
فورَ وصُولهِ ساحتهُ البهيَةُ طَفقَ يُقبلُ أعتابَ (القُبة الخَدرا) ولصدرهِ أزيزٌ ومُريديه في حالِ (استحِوال) عَجيب.
هو في هذهِ الأحوالُ يَجيئُهُ أحدهمُ مُطوعٌ مِتل(المحجوب) وينتهرهُ..ياشيخُ هذهِ أعوادٌ لا تضُرُ ولا تنفع.
العارفُ بالله يرمقُه بنظرةٍ حَفرت عَميقاً وسَرت بين أوصالهِ ولخْبطتهُ لخبطةً عَجيبة هو = العارف = يردُ له :-
( صَاحبُ الأعوادُ هذهِ يزورنُي في أم درمان هُنالك..أنا هنا جاي لأُقبلَ الأعوادُ هَذي وأرجعُ..)
الرجلُ ذاتهُ بحِجابهِ ذاكَ يتراجعُ وقد اعترتهُ حَالةٌ حَدت به إلي أن يزورهُ هو وابناؤه بأمدرمان.
يزورهُ في قلعةِ ودنباوي وللذِكرِ المُفردِ بصوتهِ رنةٌ تخلُبُ الألباب.
ثمَ في (ام ضبان ) ودبدر بشرق النيل.
كانت هنالك امرأةٌ صَالحه تعملُ في المسيدِ تصنعُ الطعامَ للضيفِ وللفُقراء.
الأطفالُ العكاليتُ حينَ تفرغُ من بعدِ العشاء يجيئُونها ويَندهونها.
يُمه..انا( مُحمد ) عايز لُقمه أكلها
وهي من فُرط مَحبتهِا للحبيبِ المصطفي فانَ مُجرد ذكرِاسمه يخُضها خضاً وهي تُجيب الطفلَ:-
صلي الله علي سيّدي رسولُ الله..اتفضل تعال..وتغرفُ لهُ من طعامِ الضُيوف.
ثم يجيئُها آخر..أنا( أحمد )..
وثالثٌ أنا (طه)..
ورابعٌ أنا( الشفيع) وهي تُطعمُهم بلا حد وحينَ يطلبُ الخليفةَ الطعامَ لضيفِ المسيَد لايَجدُهُ.
ثم هو -الخليفة- تَذّرفُ عيناهُ لما يفيضُ به قلبُ (ام الفقراء ) من المحبةِ العظيمةِ لسيٍدِ الكونين والثقلين.
أهلُ السُودان ناسْ مَحبة ( والماعندو ماعندو الحبه) يُحبونَ النبيّ حُباً يَملكُ عليهم أقطارَ النفس ويَحرصون علي تسميةِ ولَدهم بأسمائِه.
مولانا سيفُ الدين مُحمد أحمد أبو العزائم شَيخُ الطريقةِ العزمية أحدُ (العارفين) المعني.
هو كبيرُ المُحبين بلاريب فلقد اسمي أولادهُ الأخَيار كلهُمُ (مُحمدا) تَيّمناً وتبركُاَ بشفيعِ الأُمة.
ابناؤهُ وخلفُاؤه..مُحمَد علي ومُحمَد أحمد ومُحمَد عُثمان.


ثمَ..
أغيبُ هذا العامُ عن سُوحِ الأفراحِ في ساحةِ المَولد الشريف بحوش الخليفة بامدرمان غيرَ أن أهلَ الطريق يدلُون بأن السيرَ بالأرواحِ لا الأبدانِ لسالكِ طريقِة السمان.

في حَالَةِ البُعْدِ رُوحِي كُنْتُ أُرْسِلُهَا

تُـقَـبِّلُ الأَرْضَ عَنِّي وَهِيَ نَـائِبَتِي

وَهَـذِهِ دَوْلَـةُ الأَشْبَاحِ قَدْ حَضَرَتْ

فَامْدُدْ يَمِينَكَ كَيْ تَحْظَى بِهَا شَفَتِي

ازدانت ساحةُ المَولدِ النبوي الشريفُ بأمدرمان عصرَ الجُمعة بحلقةِ ذكرِ السادة السمانية مع سَماحة مولانا مُحمَد حَسن الفاتح قريبُ الله بعد غيابِ السنةِ الماضية اتقاءً لجائحةِ كورونا.
حَلقةُ الذكرِ (العصراوي) حضورٌ وحَضرةٌ في مقامِ وسيرة سيّدنا رسولُ الله و(الذاكرون) يَذهلون في غيابٍ وصوتُ النابلسي بالأسرار يشدو :-

إن تكُن باللِه قائم لم تكُن بل أنتَ هو
أنتَ ظلُ الغيبِ من أسمائهِ والشمسُ هو
أشَرقت أنوارُ سلمى فظَهرنا كُلنا
يا خفافيشُ التجلي ما تَبّدى غيرَ هو
أيها العقـلُ الذي قد حار في إدراكه
لا تُعاند أنتَ مملـوكٌ وفي تصريفِه هو
لى حبيبٌ بل طبيبٌ بل رقيـبٌ كُلما مِلتُ عنه
ردَ ميلي نحـوهُ في الحالِ هو
كم إلي كم أنتَ عنه في إلتهاء
بل به أنت مشغـولٌ ولا تدري فقد ألهاكَ هو
..
ثم.. والذاكُرونَ في لذاذاتِ ( القُرب ) يَستهيمون في إستغراقٍ (مَحمود) وسيّدي الشيخ عبد المَحمود نورُ الدائم لا يَزدهيهِ العيشُ إلا في صُحبةِ هؤلاء (الفقرا) يرقبُهم ويرقي بهم:-

ﻣﺮﺕ ﺭﻛﺎﺋﺒﻨُﺎ ﺑﺄﻳﻤﻦَ ﺳﻠﺴﻞٍ ﻓﻨﻈﺮﺕُ ﺍﻃﻼﻻً
ﺑﺴﻔﺢِ ﺍﻟﺼَﻠﺼﻞِ
ﻭﺳﺄﻟﺖُ ﻣﺎ ﺍﻻﻃﻼﻝُ ﺗﻠﻚَ ﻓﻘﻴﻞَ ﻟﻲ ﺃﻃﻼﻝُ ﻣﻦ تهوي ﺭﻭﻳُﺪﻙ ﻓﺎﻧﺰﻝِ
ﻓﻨﺰﻟﺖُ ﺃُﺟﺮﻱ ﺍﻟﺪﻣﻊَ ﻓﻲ ﻋَﺮﺻﺎﺗﻬﺎ ﺃﺳﻔاً علي سُكانها ﺑﺘﻤﻠﻤُﻞِ
ﻭﻃﻮﻳﺖُ ﻣﻦ ﺣَﺮﻕ ﺍﻟﺼَﺒﺎﺑﺔ ﺃﺩﻣُﻌﺎً ﻣُﻠﺌﺖ ﺑﺸﻮﻕٍ ﻗﺪ ﺳَﺮي ﻓﻲ ﻣِﻔﺼﻠﻲ
ﻭﺍﻟﺠﺴﻢُ ﺃﻳﻀﺎً ﺳﻴّﻤﺎ ﺍﻟﺮﻭﺡُ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ في ﺃﺳﺮِ ﺍﻟﻐِﻮﺍﻳﺔِ ﻣُﻨﺤﻞِ
ﻭﻃﻔﻘﺖُ ﺃﻓﺮﺵُ ﻓﻲ ﻣَﻤﺮ ﻧَﻌﺎﻟﻬﻢ ﺃﻫﺪﺍﺏُ أﺟﻔﺎﻥٍ ﺑﺪﻣﻊٍ ﻣُﻬﻄﻞ
ﺳﻜّﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﻓﻬﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﻳﺸﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﺃﻟﻢٌ بهِ ﺟﺴﻤﻲ ﺑُﻠﻲ
ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻕِ ﺑـ -ﻻ – ﺑﻐﻴﺮِ ﺗﻤﻬُﻞ
ﻓﺒﻜﻴﺖُ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊِ ﺍﻟﺒَﺪﻳﺪِ ﻟﻔُﺮﻗﺔٍ ﻓﻜﺄﻧﻬﺎ ﺳﻬﻢٌ أﺻﺎﺑﺖ ﻣَﻘﺘﻠﻲ
ﻭﻋﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﻋﻴﺶَ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﺪﺍً ﻳﻄﻴﺐُ ﻭﻻ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭُ ﺑﻤُﻨﺰﻝِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى