
إعتقالُ مَحجوب عُروة ومُبادراتُ شُكراً مصرَ والرئيسُ السيسي
بقلم/مُحمّد عكاشة
إنقلابْ الحركةِ الإسلاميةِ في الثلاثينَ من يُونيو 1989م خَضَ الأوضاعُ في السُودان خَضاً يَزعمُ إعادةُ صياغةِ الإنسان السوداني وفي ذا السبيلُ كانَ النظامُ مثلُ الغُول يفترسُ بل كانَ المُشرعُ مِثلُ الذي به جِنةٌ مَمسوسٌ يَبطشُ بحَملاتِ الإحالةِ إلي الصالحِ العام في كلِ المؤسسات وبإعدام المناؤين من خِيرةِ ضُباط الجيشِ في شهر رمضان.
في تلكَ السنواتِ البئيسةُ المُوحشةُ تشهدُ حالةُ عَنافةٍ بالغة تَكبِتُ الحُريّات ليتمَ اعتقالُ الأستاذ محجوب عُروة صاحبُ صحيفة السوداني بتُهمةِ التخابُر مع مصرَ ليَذري به جهاز الأمنِ يَستجوبهُ يُصورهُ يَبثهُ علي شاشة التلفزيون وعروةُ رجلٌ سابقٌ بكسبهِ في التنظيمِ الاسلامي مُنذّ أيامِ الطلب وفتراتُ الدعوة السريّة ومُطاردات أمن النميري ثمِ هو يلتزمُ بيَعتهُ ويلتزمُ ضمن قناعاته بالحُريّات الصِحافية وبالديمقراطية ذاتُها.
مثلُ عروةَ في ذاتِ التوقيت تمت إحالةُ الصحافي مُحمّد سيداحمد المُطيّب من سفارةِ السودان بالقاهرة لذاتِ السبب التخابُر مع مصر والمُطيب واحدٌ من الشباب قامت علي اكتافهم صحيفةُ “الراية” لسان حال الجبهة القومية الإسلامية والتي ساهمت مع صحيفةِ “الوان” في التعريف بحركة الإخوان المسلمين في لبُوسِها المُستجِد مع التطورات لينالَ الإسلاميون نحواً من خمسين مَقعداً في الجمعية التأسيسية في انتخابات العام1986م.
الإحالاتُ إلي الصالحِ العام بداية حُكم الإنقاذ لم يقتصر علي عامةِ الناس وإنما قام يأكلُ بَنيّه قَضماً دونَ تروٍ أو أناةٍ وحينذاك فإن شائبةُ العلاقة مع مصر كفيلةٌ بالادانة ولو كان أحدهُم صِهرٌ للمِصريين أو نالَ الإجازةَ العُليا من الأزهرْ الشريف.
علاقاتُ الإنقاذ مع مصرَ ظلت تُرواحُ في حَلقةٍ مُفرغَة من التوتراتِ بلغت ذرِوتُها عند مُحاولةُ اغتيال الرئيس مبارك مُنتصفُ التسعينيّات غير أن السودان في استراتيجيات مصرَ هو خطٌ أحمر لايُجاوزُه برٌ ولا فاجرٌ من حُكام السودان الجُدد وأنَ العلاقاتُ الشَعبية بين البلدين أعمقُ من عَارضةٍ تَطرأُ بخَبطِ عَشواء.
مَطلِعُ الألفيةُ الثالثة تشاركتُ الحوار الجِدي مع المُثقفينَ المصريين المًنشغلينَ بالسودان أمثالُ الاساتذة ميلاد حنا وسيد فليفل ونبيل عبدالفتاح وأماني الطويل وأسماء الحسيني والمرحوم هانئ رسلان وآخرين بضرورةِ توكيدُ أهميةُ الوجود السوداني في مصرَ بدورٍ تنهضُ بهِ مُنظماتُ المُجتمع المدني عِوضاً عن المواقفِ الرسمية المُتذبذبةُ تتَردي دونَ مُراعاةِ المَصلحةُ المُتعيّنةُ ففي مصرَ أكثرُ من مليونا نَسمةَ جاليةٌ أخلاطٌ تأبدوا من وَلدِ الهجانة المُحاربين وبضعٌ منهم مَواليدُ أمهاتٍ مِصريات وآخرين استقروا يرعونَ استثماراتٍ تربو بانتظام.
في مصرَ الآن حركةٌ تلتزمُ لتعزيز العلاقات الشَعبية بمبادراتٍ تردُ الجميلَ إلي مصرَ تحت شعارِ “شُكراً مصر” وصَوُتٌ يَصَعدُ إلي فخامةِ عبد الفتاح السيسي يَلهجُ بعباراتِ الثناء “شُكراً ياريّس” والي الشعب المصري يَرِدُونَ معهُ ماءَ النيلَ العَذّبُ السَلسَبيل.
المُبادراتُ هذا لا تُغني عن واجباتِ الحكومة في السودان تنهضُ لدعمِ رعاياها يتناميَ وجُودهم لأجلِ التعليم والعلاج والتجارة والاستثمار والنشاطِ الثقافي فقمينٌ بالسفير مُحمد الياس استنفارُ بعثتهِ بالقاهرة وأن يأذنَ لبيت السودان استعادةِ نشاطهِ فهو مِنحةٌ من بيتِ مالِ السودانيين وليس مَكرُمةً من أحَد.
المبادراتُ لشُكرِ مصرَ عملٌ مَحمودٌ مُستطابَ وهو أرجي لاستدامة العلاقات التاريخيةُ الشعبيةُ عُروةٌ لا تنفصمْ.. وعُروةُ الكاتبُ الصحافي وآخرينَ من دونهِ ودونَ شُبهاتٍ يَجَهدونَ لتدعيمِها بالقلمِ والفؤادِ جميعاً.
شكراً مصرَ..يا أختَ بلادي ياشَقيقةَ.