تقارير وحوارات

الخَواض مع الخَائضين..شهادةُ الدكتور التُرابي ومُحاولةُ اغِتيال الرئيسَ المِصري

بقلم/محمدعكاشة

مامن شك بأنّ حلقات الدكتور حسن الترابي مع قناة الجزيرة قد أَحدثت هزةً عنيفةَ خصوصاً وسط الإسلاميين ولقد لاقي حديثهُ حول مُحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك ردودَ فعلٍ قويةً حَدت بالكثيرين ليكتبُوا يستدفعون عن السيد علي عثمان محمدطه وصحبهِ وليتشكُكوا في صحةِ رواية الدكتور الترابي مُرتابين في حيثياتِ إتهامه.

مُحاولةُ الإغتيال وتفاصيلها والإتهام بشأنها ليست سراً خافياً مضنونٌ به علي غيرأهله ليكشَفهُ الدكتور الترابي في الحلقة الثانيةِ عشرةَ بعد إحدي عشرةَ سنةً من وقوعها وإنما هي محفوظاتٌ تداولها الناسُ حيِنذاك بكتاباتٍ منشورةٍ لا حكاياتٍ ملهُوجه قد يتظنيّ الناسُ في اثباتاتها وأدّلُ علي ذلك إصداراتُ الاستاذ فتحي الضو والذي تلَقي بعضُ معلوماتها كفاحاً من الدكتورعلي الحاج وآخرين ممن قفزوا من سفينة (الانقاذ )إلي الشواطيء فيماوراءالبحار.

شَهادةُ الدكتورالترابي بهذا الخصوص استفزت الكثيرين استفزازاً شديداً ومَبعثُ ذلك بتقديري لصُدورها من الأبِ الرُوحيّ وهو ينسفُ مشروعهُ نسفاً وينْقضُ غَزلهُ من بعدقوةٍ أنكاث.

من أولئك طَفرَ السيدابراهيم الخواض والذي تأكد لي في وقتٍ قريب انهُ مُديرمكتب السيد طه ولا تستغْربنَ جَهلي بالرجل ووظيفته من ذي قبلُ إذ أنّ معرفةَ مُدراء مكاتب المسئوولين ليست من الفرائضَ التي لايتمُ واجبُ الصحافي إلا بها.

ولجهلي به سببَ ثانٍ..ربمُالأن طبيعةَ الزعيم السياسي علي عثمان وطريقةُ عمله هي إلى الغموضِ والإنغلاقِ أميلُ منها إلي المُباشرة والإنفتاح علي الناس وكذا خاصتهُ ومُعاونوه. فهوليس كمثلهِ الامام الصادق المهدي أبوابُ بيتهِ مفتوحةٌ وسكرتارية مكتبهِ مبذّولةً والحبيب محمدزكي يحفظُ أوقاتنا ويتسعُ صدرهُ ولايضيق.

بل هو ليس كمثلهِ شيخهِ حَسنْ الترابي الذي لايبتليّ صَبرك للقاءه والحوارُ إليه والجلوسِ معه.

ماتداولتهُ الوسائطُ من تصريحِ الخواض كان لافتاً لصُدوره من شخصٍ هو من المُقربين للرجل وهو ماتركَ انطباعاً أنها بوحيٍ وتنسيقٍ من السيد علي عثمان ولاأظنُّ ذلك صحيحاً لأنّ السيد طه أفصحُ لساناًوأبلغُ حجةً ولو أرادَ لفعلَ بنفسه ولذا فانّ مقالةَ مديرُ مكتبه بخلافِ مقالات المُنافحين الآخرين تخصمُ من موقفِ الرجل الذي يعفُّ لسانهُ عن الهَذّر.

دفوعاتُ الخواض جاءَت مُهلهلةً كثوبٍ ذي ثُقوب وتفتقرُ إلى التماسك المنَطقي وجُملةُ نقاطه التي ذكرَ يُمكنُ تفنيدُها بلا عنتٍ أومشقة ولكنني هنا بصددِ جُملةٍ واحدة جعلها مُفتتحاً لدفوعاته وابْتني عليها حُجَجهُ وهي إدعاؤهُ بأنّ شهادةَ الدكتورالترابي بهذا الخصوص جاءَت تحتَ تأثيرِ الضربةَ التي تلقاها من بطلِ الكاراتيه هاشم بدر الدين في كندا.

السيدالخواض يَمْتري الحقَ إفتراءً وهو يَتشكُكُ ويُضعفُ شهادةَ الدكتورالترابي ويجعلهُا أثراً لضربةِ مطار اوتاوا التي حدثت في 25مايو1992م ولقد ظلّ حَسن الترابي مُنذ ذاك الوقت وحتي تاريخِ مُفاصلةِ الاسلاميين في 1999م ولمدة سَبعِ سنواتٍ حُسوماً.

ظلّ رئيساً للسيد علي عثمان ولمُديرِ مكتبه وللحركةِ الاسلامية والمؤتمرَ الوطني والبرلمانْ والسودانُ جميعاً من أقصاه الي أقصاه.

ظَلّ “الشيخ حسن” طوالَ تلك السنوات مُتحكماً في سياساتِ البلاد وهؤلاءِ كانوا يأتونُ إليه مُذّعنينَ يُبّصرُهم بأمرِالحُكم وإدارةَ الدولة ويتقربونَ إليه ويأتمونَ به ويُؤمرون.

أيتبعونَ رجُلاً مُلتاثاً في دُماغه وبعقلهِ عَتهَ وفي تفكيرهِ عَوار؟!

هل من المُمكنِ عقلاً أن يترُكَ الخواضُ وإخوانهُ الرجلَ وهو عُرضةً لفُقدان الأهليةَ ليُبرطعَ بَرطعةً بالسودان وأهلهِ وحدودهِ ووحدته وثرواته وأمنهِ هَكذا…؟!

السيّدالخواض ينعي علي الناس في دعواه (تآكلَ ذاكرةَ ) الدكتورالترابي وهو قولٌ مُستبْدَعٌ غَريب.

لماذا تآكلت ذاكرتهُ فقط عندما جاء إلي حادثةِ الرئيس مبارك في 26 يونيو 1995م ولم تتآكلَ وهو يسردُ معلوماتٍ تفصيلية عن سيرته مُذّ مولده إلي يوم تسجيلِ الحلقات وماقَدمهُ من سردٍ لوقائع وأحداث مثبوتات.

مماساقَهُ مديرُمكتب علي عثمان من استدلالٍ علي خَطلِ الرجلِ يُفندُ به دعاواه هو ماوردَ بخصوص معلومةِ الترابي حول قائد الانقلاب المُفترض ضمنَ الترتيب ليُورد اسم عبيدختم عوضاً عن مختار محمدين وهو مالاينهضُ حُجةً لدحضِ اتهاماته ومعلوماته بخصوص حادثةِ الرئيس مبارك وهوماسوف أجيئه لاحقاً تعليقاً علي شهاداته في مقالات بعنوان..الدكتورحسن الترابي..حيّاً وميّتا

———————-

صحيفة أخباراليوم-

الاحد24يوليو2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى