ابوذر الغفاري – الشاعر المختفي منذ ثلاثة وثلاثين عاما

بقلم / بابكر عثمان
رغم مرور ثلاثة وثلاثون عاما على اختفائه فإن الشاعر ( ابوذر الغفاري ) ما زالت سيرته حية في وجدان من عرفوه ، أو من احبو قصيدته النادرة ( في عيونك ضجة الشوق والهواجس ) والتي تغنى بها المطرب الراحل مصطفى سيداحمد ، فمن هو ابوذر الفغاري وما هو اسمه الحقيقي
في هذه المقالة المختصرة والتي نشرتها اليوم في ( موسوعة ويكيبيديا ) معلومات قد تكون مفيدة للاقتراب أكثر من هذا الشاعر الموهوب
اسمه الحقيقي هو اسماعيل عبدالله الحسن ولكنه اشتهر بإسم ابوذر الغفاري ) شاعر غناني ، اختفى بعد ثلاثة أشهر من الانقلاب الذي قاده عمر حسن احمد البشير في يونيو 1989 ومازال سر اختفاءه لغزا محيرا رغم سقوط البشير في ابريل 2019
المولد والنشأة
لم تحدد المصادر تاريخ لمولده ولكنه يعتقد ان تاريخ ميلاده يعود الى مطلع عقد الستينات من القرن الماضي بمدينة الخرطوم بحري ، حيث درس المراحل الابتدائية والثانونية بحي الوابورات ثم تخرج من جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، وبعدها عمل في مجال الصحافة محررا ثقافيا في جريدة الأسبوع ثم جريدة السياسة ، حيث توقفت كل الصحف التي تصدر في الخرطوم في صبيحة الثلاثين من يونيو 1989 عقب استيلاء مجموعة من الضباط على مقاليد السلطة في السودان
ولد الشاعر ابوذر الغفاري بإعاقة جسدية فقد كان بلا اياد تقريباً بل أصابع مغروسة في الجسد ولكن ذلك لم يمنعه ان يعيش حياة طبيعية،وصرح شقيقه الأكبر محمد عبدالله قائلا (لم تقف الاعاقة عائقا في سبيل تحقيق مايرنو اليه أباذر وذلك انه رغم أنّ يده اليمنى فيها أصبعان وقصيرة والأخرى ثلاثة أصابع الا انه كان يكتب باليسرى وخطه مذهل وكان من الأوائل فى الدراسة ولعب البلى والكرة )
سبب التسمية
إسمه الحقيقي اسماعيل ولكن إشتهر بإسم ابوذر الغفاري لانه كان متأسيا بالصحابي الجليل ابوذر الغفاري ، فقد كان متقشفاً في طعامه و يعتمد تقريباً على القهوة والفول المصري في وجباته الثلاث لذلك أطلق عليه اصدقاؤه لقب ابوذر الغفاري، فيما يقول شقيقه الأكبر محد عبدالله في مقابلة صحافية (كان شقيقي أباذر متأثر جدا بالصحابي ابوذر الغفاري بان يعيش وحيدا ويموت وحيدا وكان دائما ما يقول انه مستاء من الوضع في البلد وانه سيخرج منها)
أشعاره
الف ابوذر الفغاري عددا كبيرا من الأشعار باللغة العامية السودانية ولكن أكثر قصائده شهرة تلك القصيدة التي تغنى بها المطرب الراحل مصطفى سيداحمد بعنوان (في عيونك ضجة الشوق والهواجس ) ويقال ان هذه القصيدة الرمزية الفها بعد الانقلاب في عام 1989 وله أعمال أخرى تغنى بها الفنان أبوعركي البخيت وتم جمع قصائده في ديوان شعر لم يطبع بعد
لغز الإختفاء
تعددت الروايات التي سردت عن لغز إختفاْ الشاعر ابوذر الغفاري ولكن المؤكد انه خرج من منزله في ضاحية الحاج يوسف بالخرطوم بحري في مساء في 9 اكتوبر 1989 وكان يقيم وحيدا مع والدته سكينة محمد عثمان حاج التوم شقيقة وزير التربية البرفسور بشير محمد عثمان حاج التوم في عهد اعبدالرحمن سوار الدهب 1985-1986
تقول احدى الروايات أن سيارة صغيرة نصف نقل ، توقفت امام منزله وترجل منها احدهم وطرق الباب ، وخرج ابوذر ليعود الى والدته ويخبرها انه سيخرجج مع أحد اصدقائه ، بينما تقول رواية شقيقه محد عبدالله (مازال اختفاء شقيقي الأصغر لغز محير للجميع ،حيث تم اعتقاله بعد اليوم الأول لانقلاب الإنقاذ وافرج عنه في اليوم الثاني، وفي احدي الايام جاء منْ يُسمى عادل لمنزل الأسرة بمنطقة الحاج يوسف يسأل عنه وكان غير موجود قابل الوالدة وعندما عاد أباذر أخبرته الوالدة بان شخص جاء يسأل عنه فما كان منه إلا أن كر راجعاً وبسرعة ولم يعد للمنزل ولم نراه منذ تلك اللحظة) وقد توفيت والدته بعدها بأعوام حزنا على فراقه
وماتزال اسرته واصدقاؤه يناشدون الدولة لكشف سر اختفاءه
كتاب عنه
نشر احد اصدقاءه كتابا عن دار نشر جامعة الخرطوم، في عام 2020 واختار له عنوان: (أيامٌ مع أبي ذر)، وهو سيرةٌ غيريةٌ بالأساس، يُحاول عبرها ليس الإجابة على السؤال العصي حول اختفاء الشاعر أبو ذر الغفاريوإنما انطلق إلى عموم علاقته به. والأمكنة التي كانا يرتادانها.و الأشخاص الذين جمعتهما بهم الحياةُ.