الإنقلاب نَفذهُ عضوية الحركة الإسلامية وتم الإعداد له منذ وقتٍ مُبكر

بقلم/محمدعكاشة
لم تك به جِنَّةٌ العقيد معمرالقذافي حين زيارته الخرطوم أول حكم (الإنقاذ ) وهي ماتزال تتخفي في أثواب مجلس عسكري توحي فسيفساء تكوينه بأن ليس من ورائه أحد بينما همهمة وهينمات في الشارع العام تقول بصبغة إسلامية تضبط وقع خطاه ومساراته تدرجاً وتُقية.
القذافي يلفت نظره السودانيون وهم يذرون مابقي من البيع عندالنداء للصلوات يدلفون إلي المساجد طواعية دون إكراه بل ويؤدونها لوقتها وهم يفترشون الشوارع والطرقات.
القذافي بطريقته وعفويته يحاجج الناس وحجته بالغة تقول مامعناه:-( السودانيون لا يحتاجون زيادة في دينهم علي مماهم عليه من تدين وتقاة.. ).
الرئيس المصري حسني مبارك وجهاز استخباراته تنطلي عليهم (خدعة ) الدكتورالترابي من محبسه ليقوم الرجل بعدزيارته للخرطوم للتبشير بالإنقلاب ولربما فور سماعه كمال ترباس وهو يغني:-
هبت ثورة الإنقاذ..يوم الجيش للشعب انحاز.
حسني مبارك يحدث الرؤساء.. ( العيال دول بتوعنا..آآآه..دول تبعنا ) ثم هي شهور قليلة ليكتشف (البيه ) ماوقع فيه من شراك ليناجز السودان وشعبه العداء بلا هوادة ولاضمير.
محمود قلندر يكتب مقالته بصحيفة القوات المسلحة وقتذاك بعنوان رئيس ( هل هؤلاءالرجال جبهة ) ليسخرمنه المعارضون بأن الجبهة هي هؤلاء الرجال ولكنهم يظلمونه لأن قلندر يكتب عمن يعرفهم ومن زاملهم في سلك الجندية وأغلب قادة مجلس قيادة الإنقاذ لم تثر شبهة إنتماء لأحدهم إلي تنظيم اوحزب إلا مارحم ربه وهو ماأكده الدكتور الترابي في (شهاداته) بأن معظمهم غير (منتمين )وأن اختيارهم كان تقديرا (جهوياً ) وتمثيلاً لأسلحة الجيش في المجلس العسكري وأن انقلاب الإنقاذ نفذه طراً عضوية الحركة الاسلامية بخطة محكمة تم الإعداد لها منذوقت باكر.
السنوات الست الأولي لنظام (الإنقاذ ) كان حاكماً بأمره فيها الدكتور حسن الترابي وحده لا يُنازعَنه أحدٌ ولايُراجعه إنسٌ ولاجآن وهو يكاد يعد أنفاس منسوبيه عدا ويقترح السياسات العامة بل وكانت (ونساته ) مساء مع وزراءه برامج عمل واجبة التنفيذ ضحي الغد حتي في المجالات الفلكية والتقنية.
الدكتورحسن الترابي حين خروجه من محبسه الإختياري انتفض إنتفاضة هوجاء بدُعائِه لما اسماه المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي تداعي إليه المُناهضون لحكوماتهم من التيارات الدينية والارهابيون من الجماعات الجهادية والساخطون الخاطئون من كل صقع ناء غيرعابيءٍ بما يترتب عليه من حصاروضغوطات تضُربشعبه.
الدكتور الترابي في حوار (الجزيرة) بعد أكثرمن عشرين عاماً لا يتلجلج ولايتردد هنيهةٍ وهو يعتد بمؤتمره الشعبي الإسلامي هجمة ضدالغرب بحجة مالهم علينا من سلطان.
الترابي بمواقفه وحواراته وتعليمه بأوروبا لايستنكف عن معاداته الغرب بدولته الوليدة ودون مُمالأةً لفكره ولوأوتي الحكمة التي هي ضالة المؤمن وحتي ولو تراكم كسب (الغرب ) الإنساني وأعلي من معاني الحرية و(العدالة ) التي تساوي بين الحاكم والمحكومين بل وتحاسب الرئيس كلنتون في قضية سكرتيرته المتدربة مونيكا لا لأنه اجترح فعلاً فاضحاً فحسب وإنما لكذبه..والكذب مُحرمٌ في الشرائع كلها.
موقف الترابي وقناعاته التي التزم حياته وحمل أهل السودان عليها هو ماأورد الوطن موارد القطيعة مع العالم وأضربأهله بلاسبب وبلاذنب جنوه.
تأسيسه المؤتمرالشعبي الاسلامي ليس وحده بل رافق سنوات حكمه عنافةٌ بالغة ضدخصومه السياسيين بطغوة قوانين جائرة سلطها ضد كرام المواطنين وعسف في خطاب الناس لم يألفوه حتي في أشد السنوات قتامة وإحلولاكاً.
السيدحسن الترابي لوأنه قام إلي توطين مشروعه بذات دفع السنوات الأولي بقريته في (ودالترابي) لوجد ممانعة وإختلافاً كثيراًبالرغم من أنهم عن بكرة أبيهم مسلمون وجميعهم ينحدرون من صلب رجل واحد ولكنهم مع ذلك سوف ينكرونه عليه ناهيك عن تطبيقه في سودان واسع ذاخر وممتد متعدد الاديان والثقافات والأعراق وليس من سبيل لتوحيدهم بغير (المواطنة ) مفهوماً دستورياً لا يُفرق بينهم بسبب اللون أو الدين أو عصبية القبيلة.
————————-
صحيفة أخباراليوم-
الجمعة26أغسطس2016