
بدون زعل
بقلم/عبدالحفيظ مريود
هل فجرك يا مصابيح انطفى
سيتصل بك صديق ما، تثقله هموم علاقته مع زوجته. يكاد يلعن اليوم الذى جمعها به. ثمة – دائما – طرف لا يمكنك سماعه..إلا أن تجمعهما لتصلح بينهما..قد تكون هى التى تشكو زوجها (الصديقة)، لكن الواضح أن هناك تجيير للوقائع لصالح الشاى.. وطالما الطرف الآخر غائب لحظة الشكوى، فالحاضر هو المظلوم..المتحمل..الذى لم يقصر..
شايف كيف؟
فى الحالات التى تصل إلى – كخبير علاقات – أضع ما نسبته ٤٠% من الشك فى أحاديث الطرف الشاكى..يميل البنى آدم إلى تقمص دور الضحية..وهو نوع من التحايل على الفشل والتقصير الذاتى..يبحث عن شماعة – باستمرار – لأى فشل يواجهه..لذلك تجد الفريق المغلوب فى كرة القدم، عادة، قدم أداء رائعا، لكن…
وهكذا…
شايف كيف؟
مشكلة العلاقات هى أن طرفا ما، يعجز عن إدارتها..وعليه أن يقر بذلك..لأن الإقرار هو الطريق الصحيح للمعافاة. تعجبني النساء اللائى يطلبن الطلاق..وبالمحكمة، كمان..
ماذا تصنعين مع رجل عجز، أو عجزت أنت عن أن تكونى سعيدة معه؟ حفاظا على البيت..ستحافظين على البيت، حين يكون هناك بيتا، طبعا..
شايف كيف؟
حسنا…
العميري قاتل متربص..
خليك من أنه كتب، لحن، غنى أغنيات عظيمة…فقط لأنه كتب “يا نديدى”، مفروض يدوهو طلقة.
أن تعرف كيف تخيط الجرح بمهارة، فأنت فنان عظيم..والعميرى أبرع وأمهر من جلس أو وقف ليخيط الجراح بمهارة عالية…أعتقد أن الاساطين لم يبلغوا شأوه، فى هذا المجال..يكاد يقاربه عوض أحمد خليفة، محمد يوسف موسى، محجوب سراج..غير أن ” خياطته” ، غير..
يتوجب – فى العلاقات المعطوبة – أن يكون هناك أحد يتوجع..وإلا لن يكون “فراقا”…الفراق يكتنز وجعا، حتى وإن بدا غير ذلك..وعلى أحد ما، أن يعود من محكمة الأحوال الشخصية متوجعا، مجروحا..هو الذى سيبكى، ويسمع الأغانى فى الليل البهيم..
والمطلقات بالمحكمة، قويات..وكلا وعد الله الحسنى، طبعا..
شايف كيف؟
أعتقد أن على الرجال أن يأخذوا دروسا فى العلاقات..قبل أن تضطرهم نساء مهيضات الجناح إلى دخول المحكمة..الرجالة أن تطلق المرأة حين تقول لك ” طلقنى”، لا أن يطلقها منك الآخرون: أبوها، أخوها، القاضى. ويمكننى- من واقع سمع وشوف- أن أقول إن الرجال دائما على خطأ، فى موضوع المحاكم دا..
ما علاقة ذلك بالعميرى؟
فى أغنيته ” يا نديدى”، التى يبدع سيف الجامعة فى أدائها، بصوته المجروح، أصلا…وجع رهيب لا يصدر إلا عن رجل طلقته زوجته بالمحكمة..” أى صوت راجيهو صوتك”…ذلك جرح أصاب الكبرياء..تصعب خياطته..يحتاج مهارات خاصة..ولأنه كذلك، فلابد أن يكون مبهرجا بالوصف الصاعق ” هل فجرك يا مصابيح إنطفى”، الصورة والتمجيد ليس لما بين أيدينا، ليس لما نملك، لأننا فى هذه الحال نكون مشغولين بالأنوار، وليس بغيرها، لا تلفتنا المصابيح الكسيحة..من ذلك ما التقطه محمد بن عبد الجبار النفرى ” سؤالك لى وانت لا تراني أدب…وسؤالك لى وأنت تراني سوء أدب”..
فى الحضور المهيب للمحبوب/ة لا تحتاج أن تغنى محاسنه..أو تتذكر اللحظات الكامدة التى تترجى فيها أن يكون ” أى صوت صوته/ها…بل تنفتح مساماتك لتشرب الحضور البهى، الذى لا يوصف، فماذا تطلب وانت بين يدى المحبوب؟
شايف كيف؟
يكسرك جرح الكبرياء..الفاقة
الفراق – من حيث هو – قاتل..وحين يكون مقرونا بإذلال، يكون ساحقا، مدمرا…قبله يخاتلك الأمل فى أن الأمور ستكون تحت السيطرة..لكن بعد المحكمة توقن أنه تم الإنتهاء منك، حرفيا…
فشنوووو
- ما تخلو النسوان يمشوا المحاكم…سامعين؟
بالمناسبة، هل من مطلقات فى الأنحاء؟
*ملحوظة:
الصورة تقول أنه لا يوجد أى شبه بينى وبين سيف الجامعة.