إيما ميشيل تكتب:لماذا يَكرهُني أقباطُ مِصر؟ و أقباطُ السّودان ليسُوا جُبناء

بقلم/إيما ميشيل
صباح الخير من سيدني،
شخص قبطي من مصر سألني من عدة أيام كيف و أنا قبطيه اساند الأخوان المسلمين في السودان و أقف مع الثوره السودانيه؟،. فسألته ماذا كان إتجاه البشير السياسي ؟. فكان جوابه أن البشير أخوان ،. و سألته عن البرهان فأجاب إنه أخوان ،. فقلت إذن ماهي معلوماتك عن الثوره في السودان و من يقوم بها فكان رده العجيب أن الثوره السودانيه. ثورة أخوان بمعنى أخوان ضد بعضهم البعض كما نقول بالعامية السودانية كيزان ضد كيزان ،. يعني معنى كلامه أن السودان معظمه أخوان أو كيزان ،. فجاوبته أن الثوره ثورة الشعب السوداني ضد حكم الأخوان أو الكيزان ،. فجاوبني اذا كان الأمر هكذا فلماذا يقف السيسي بجانب الأخوان؟ فقلت له اسأل السيسي نفسه لا تسألني هذا السؤال ،. و أراد هذا الشخص أن يتكلم معي صوت لكن لم أقدر بسبب أن الوقت كان متأخر و لم يتصل بي بعدها ،. لكن سؤاله جعلني ادرك لماذا يكرهني اقباط مصر، ان كان هذا السبب الحقيقي للكراهية فعلا فهذا تسرع في الحكم يدل على أن نسبه كبيره من أقباط مصر تعيش خارج الأحداث، و مع هذا كله و ضعت في إعتباري أن في مصر لا يوجد أختيار و الرئيس هو ظل الله على الأرض و ويل لمن يعترض فسواء هم أدركوا أن رئيسهم يساند الأخوان في السودان أو لا يساندهم فليس هناك حل و لا يوجد شيء آخر سوى الصمت لأن ليس في اليد حيله .
لكن برغم هذا أردت أن أوضح بعض النقاط في هذا المقال أن الثورة السودانية ثورة شعب أبي رفض الظلم و التمييز و العنصريه ،. ثوره يؤيدها السودانيون سواء في الداخل أو الخارج بكافة أديانهم و أطيافهم و أعراقهم ،.ثوره لا نحتاج تأييد و لا تعضيد و لا حمايه من أخد غير سوداني يكفيها سواعد أبناءها وهم قادرون على حمايتها ثوره تاريخيه يقودها الشارع السوداني .
و الجدير بالذكر و للتوضيح أكثر فأكثر فأنا لست بالقبطية الوحيده التي تساند الثوره فهناك أقباط في الخارج يساندوا هذه الثوره بكل قلوبهم و أكثر مني كثيرا يعملون بكل جهد حبا في وطنهم ولاء لسودانهم و ليس و لاء لعرقهم و أنا نقطه في بحر أمامهم،. و هناك اقباط تعذبوا في السجون في عهد الإنقاذ و ما قبل الإنقاذ و اليوم يوجد منهم من لا يخاف الموت و ينتظر لحظة القبض عليه لكن للأسف لا يوجد ذكر لهم ،
و ربما يرجع هذا إلى قلة عددهم الذي من الممكن أن لا يتعد عدد أصابع اليد أو يكون أكثر قليلا، وهذا ليس بسبب عدم وجود الوطنية أو الوازع الوطني لكن بسبب سياسة حكومة الإنقاذ ضدهم و تهميشها لهم ، أقباط السودان و إن كانوا مقلين في العمل السياسي الا أنهم يؤدون دورهم بكل أمانه في أعمالهم ساعين بكل جهد لرفعة هذا الوطن ، و أغلبهم في إنتظار أن تأتي هذه الثوره بثمارها ليتمكنوا من العوده لبلدانهم. وكم أتمنى أن يأتي يوم يسمح لي بكتابة سير الاعتقالات التي تمت لهؤلاء الأشراف أمام أطفالهم و عمليات تعذيبهم في السجون صفا بصف الى جانب أخوتهم من المسلمين حبا لوطنهم فقط ، ليعرف الجيل الجديد من السودانيون أن أقباط السودان ليسوا بالجبناء و فاتحين صدورهم للموت في سبيل تحرير بلادهم من كل معتدي لأن السودان وطنهم وموطنهم وهم ليسوا بدخلاء أو بقايا إستعمار كما يصور البعض،. و وجود نماذج قبطيه غير مشرفه في الحكومه الانقلابيه ليس بقادر على نسف تاريخ مشرف لأقباط السودان اللذين ساهموا في نهضة السودان بالفعل ،. فيا أقباط مصر السودان بلدنا و عزتنا و فخرنا فهو سوداننا و كلنا فيه إخوان .