هالة نصر تكتب:- سوف أظّلُ طول عمري أشَكُر الخواجات اللي قيَمُوني أكتر من ناس بلدي وناس بيتنا ذاتو
بقلم/هالة نصر
في سنة ٢٠١٢ وبعد سنتين تقريبا من فوزي بأول جائزة في القصة القصيرة .لاقيت واحد من الكتاب السودانين المهاجرين في اليونسكو.وكان قد أتي للبلاد في إج ازة من إحدي الدول الأوربية التي هاجر إليها لاجئا من بطش الإنقاذ وجورها..كنت أول مرة التقيه،وقد إنبهرت بحديثه الثر وتجربتة القيمه في الكتابة،واثر الغربة والهجرة والبعد عن السودان وغيرة.كان في الجلسة عدد من النقاد والكتاب.وكنت انا تقريبا اصغر عضو وكاتب في ذلك اللقاء.كان في صوتة حزن عميق وفي عينيه إصرار عجيب .المهم تشعب الحديث وتمدد وتفرعت محاوره..ومما لا أنساه من حديثه عندما تحدث عن اثر الهجرة في تغيير حياتة اذا قال بالحرف الواحد:انا ح اظل طول عمري أشكر الخواجات اللي قيموني اكتر من ناس بلدي وناس بيتنا ذاتو..ولو ماهم ماكنت طبعت ولا نشرت ولا وثقت في كتاباتي ولا عرفت مدي الإبداع الساكن جواي..وكان النقاش ثر وادبي و كل يدلو بدلوه فيما يختص بالكتابة والكتاب في السودان.وانه مرات كتيره بتكون محتاج توضح انك انت كاتب وبالتالي قد تكون مختلف عن الناس الحولك في طريقة تفكيرك ،بل وحتي في طريقة تعاطيك للحياة والتعامل معها..وإنك انت كاتب وخلاص مابالضرورة تكون حاجة تانيه اوتكون نسخة مكررة من الناس الحولك.لانك ببساطة لو إتكررت مابتقدر تبدع ولا ح تقدر تكون زول خلاق ..وبالتالي ماح تقدر تقدم شى مميز.عشان كده بتحاول تاخد راحتك مع الخيال مع الصور من حولك والتقاط الأحداث الصغيرة ايضا من حولك ومن ثم قصها وتحويرها وتدويرا وتغيرها كيفما إتفق لتقدما في شكل مادة جديدة لقريبك الموظف الفي المكتب.اللي ح يظل عمرو كلو موظف يطلع الصباح ويجي المساء بذات الروتين.بس إنت كاتب مع ينفع انك تكون ذي لانو ببساطة تركيبتك مختلفة،تعاطيك للأمور مختلف .نظرتك للحياة كمان فيها إختلاف.وبتكون قاعد ومحترم خصوصيات الشخص اللي في الاسرة دا اللي شغال موظف وشايف نفسه انه ناجح وخلاص مافي غيرو..وقد يكون اصغر منك عمرا وتجاربا وخبرة في الحياة.وإنت محترمو ومقدرو. بس تجي لحظة نقاش تكتشف فيها إنو هو بيعمل ليك في تقييم ويحاول كمان يحدد ليك خط سيرك في الحياة.
لا لا ياحبيبي ويا ابن أخي او اختي انا ليا حياتي ذي ما انت ليك حياتك اللي عمري ما اتدخلت ولا ح اتدخل فيها. لأنها ببساطه بتخصك انت ارسمها كيف تشاء ومتي تشاء لكن في المقابل مافي شى بخليك ترفع صوتك علي وتحاول بكل إستعلاء وتكبر وعنجهية انك توصل لي فكرة انك انت خلاص كدة ميه المية وانا حي الله يادوب بتعثر.. لا ياحبيبي انا مابتعثر. انا واقف،انا ليا معاركي في الحياة اللي خايضها .وبعرف تماما متي اتجاوزها وكيف..مع العلم بأنه الحياة دي مافيها شى مطلق الا وجه الله سبحانه وتعالي.وإيقاع الزمن ماشي وهو مع إشراقة كل صباح بيقدم مفاجأة جديدة .مش لناس معينين او طبقات معينه .لا لكل الناس يعني انت اليوم سليم ومعافي بكرة بس مامعروف ممكن يحصل ليك شنو..الامراض الكتيرة،الموت المفاجئ،الصدمات القاتلة،ال،ال…كميه من إشارات من رب الكون بأن خليك متواضع وجاهز لمكان تاني غير الدنيا تحت أي لحظة.
عموما رغم كل شي انا عندي الاهل الكبار ديل خط احمر ..ومابقدر بالرغم من إني عارفة أني زولة جريئه وصريحه ومابخاف من اي زول، لكن عمري مابقدر اتناول او أجرح خالي او (خالتي)اوعمي،او اي شخص كبير او احسسو انو هو ضعيف او ماقادر..لانه غير الإحترام اللي بقدمو ليهو مابقدر أسقط عليه طريقة حياتي او افرض عليه السستم اللي انا ماشة بيهو .لانه ببساطة لو ربنا وفقني ونجحت دا ابدا ما مؤشر لانه الشخص الامامي دا فاشل وغير قادر يعيش. ليه مش ممكن قادر يعيش بطريقته هو ومرتاح بيها؟؟!!
عموما نحن لسة تعبانين وبعيدين شديد من فن تعاطي الحياة ولسة شايفين انو الحياة اتجاه واحد وشارع واحد ..تمشي فيه كل الناس ورا بعض وذي بعض وتقلد بعض وتحكي بعض وغيرو.عشان كده لو كنت مختلف ح تعاني جدا في مجتمع ذي مجتمعنا السوداني دا..
بس كمان إرادتك، عزيمتك،إيمانك بشكل دورك في الحياة هو اللي ح يخليك تعيش وتعافر وتكون عندك بوارق امل كل يوم تصحي اكتر تفاؤل وثفة وتمشي في دربك ..وح تصل
ا
