خال فاطمة في منتدى لمة الباشا

أوتاد – أحمد الفكي
الكل يعلم منزلة الخال لدى إبن الأخت من التقدير و الإحترام ، حتى وصل المقام أن تُطلق عبارة الخال شريك الوالد .
نعم الخال هو شقيق الأم بالنسبة لأبنائها، كما تكون شقيقتها خالتهم وتدعى خالة. ويعتز العرب بأخوالِهِم ونسبِهِم دلالةَ على أصالة منبتِهِم وطيب عرقِهِم.
في السيرة النبوية نقف على مكانة سيدنا سعد بن أبي وقاص و إفتخار الرسول صلى الله عليه وسلم به فثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( هذا خالي فليرني كل خاله}) قاصداً سعد بن أبي وقاص وهو زهري وآمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم زهرية، فهي بنت وهب، وهي بنت عم أبي وقاص أبو سعد رضي الله عنه .
في منتدى لمة حيدر الباشا الأسبوعي بمدينة حائل كانت أمسية ثقافية تناول فيها الحضور ذكر الحماسة و الشُكر في تراث الأغنية السودانية فكانت قصيدة خال فاطنة ( في لهجتنا الدارجة يُطلق على فاطمة فاطنة . يتم قلب الميم نوناً ) حاضرة حيث استمتع الجميع بالسرد الجميل الذي ألقاه الأستاذ عبد الله بابكر عضو رابطة معجبي الفنان الراحل عبد الكريم الكابلي ” طيَّبَ الله ثراه ” بمدينة مدني التي تأسست مطلع ثمانينيات القرن المنصرم ، حيث استهل حديثه نقلاً عن الكابلي وقتما زارهم في مدني شارحاً لهم أبيات قصيدة خال فاطنة لشاعرة بارا كلثوم محمد عبد الرازق و التي جاء في كلماتها :
سام الروح سبلا وأنا اخوي جبل الضرى
سيد أم رطين ماضل فارس الألف نقد الله
يسلم لي خال فاطنة ليهن بلالي البدرج العاطلة
اب كريق في اللجج سدر حبس الفجج
عاشميق حبل الوجج أنا أبوي مقدام الحجج
يسلم لي خال فاطنة ليهن بلالي البدرج العاطلة
ياخريف الرتوع أب شقه قمر السبوع
فوق بيتو بسند الجوع ياقشاش الدموع
يسلم لي خال فاطنة ليهن بلالي البدرج العاطلة
ثم كانت مداخلة الأستاذ ابو عكرمة أحمد الفكي و الوقوف عند كلمتي اللُجج و الرتوع من الناحية التأصيلة و فصاحة الشاعرة حيث لجج جمع لُجة و لجة البحر تردد أمواجه أي عميق متردد الأمواج بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ . ففي سورة النور قال تعالى : ( أو كظلمات في بحر لجي ) .
أما فيما جاء في قول الشاعرة : ( خريف الرتوع ) نلاحظ اصل اللغة الفصحى في كلمة رتع ، فنجد في سورة يوسف كلمة يرتع يقول الحق على لسان إخوة يوسف لأبيهم : ( أَرۡسِلۡهُ مَعَنَا غَدٗا يَرۡتَعۡ وَيَلۡعَبۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ) يوسف 12 . و يرتع هنا بمعنى يتسع في اكل ما لذَّ و طاب . قال الراغب : الرتع حقيقته في أكل البهائم و يُستعار للإنسان إذا أريد به الأكل الكثير .
قالت الخنساء :
ترتعُ ما رتعت حتى إذا ادكرت
فإنَّما هي إقبالٌ و إدبارُ .
في الختام كانت المداخلات التي أثرت النقاش فكانت أمسية من الأمسيات الثقافية التي شهدها منتدى لمة الباشا الأسبوعي .
* آخر الأوتاد :
في رسالة سامية تُحارب الغرور بالنسب و القبلية يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضيَّ الله عنه موجهاً الخطاب لسيدنا سعد بن أبي وقاص رضيَّ الله عنه وهو ذاهب إلى القادسية بجيشٍ قوامه ثلاثون ألفاً يعبدون الله يقول: ( يا سعد بن مالك ! لا يغرنك أنك خال الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن الله ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب ) يقول: لا تغتر، فالله يوم القيامة لا يعفو عنك إذا أخطأت بغير اجتهاد، ولا يقال لك يوم العرض الأكبر: إنك خال الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه الخؤولة تصلح في الدنيا أما في الآخرة فما يصلح إلا العمل الصالح .
و كان عليه الصلاة والسلام يؤكد على هذا الجانب، فيقول: (يابني هاشم! لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم يوم القيامة، من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه)