تركنا النساء الجميلات للرجال عديمى الخيال

بدون زعل…
بقلم/عبدالحفيظ مريود
فيما بعد، سأكون سعيدا.
يمكنك أن تسأل صديقنا الناقد الفذ محمد الربيع محمد صالح، عن المثقف الشهير صاحب المقولة ” تركنا النساء الجميلات للرجال عديمى الخيال”، إذ لم أعد أذكر من هو..وهى مقولة تستبطن أن كل امرأة جميلة، بوجه من الوجوه، لكن لا يكتشف جمالها المخبوء، إلا الفنان…أما الرجال عديمو الخيال فيسكون موضوعهم الإنبهار بالنساء الجميلات، ظاهريا..
شايف كيف؟
مثل طلس عمك مايكل أنجلو الشهير، بأنه – كنحات عظيم – لا يفعل شيئا ..فالتمثال موجود فى الكتلة الحجرية، أصلا..يستغرب كيف أن الناس لا يرونه..” أنا فقط، أزيح الزيادات عن التمثال، ليكون فى مقدور الآخرين رؤيته”…والآخرون، ههنا، هم عديمو الخيال..
شايف كيف؟
عبد اللطيف خضر، ” ود الحاوى “، الملحن الشهير، حينما قدم له صلاح بن البادية قصيدة ابو آمنة حامد ” سال من شعرها الذهب”، يقولون إنهم كانوا راكبين قطارا، طالعها ود الحاوى، وقال له :” دى ملحنة جاهزة…ياها دى”، فكان اللحن الفخم الذى يطربكم.
من بعد إعتصام القيادة، تركت السياسة للرجال والنساء عديمى الخيال..
شايف كيف؟
ليه؟ لو سألتني…
لأنو السياسة، فى الأصل خيال دقيق..وشطح استراتيجى مثل لعب الشطرنج..لابد أن تحسب خطوات لاحقة، قبل أن تقدم على تحريك القطعة..السياسة بعد اعتصام القيادة صارت مثل شكلة أولاد حى السناقل، بالسكة حديد، بابنوسة مع أولاد الدريسة..الحى القريب منهم…تستخدم فيه كل شيئ…وكل ألفاظ نابية…ثم يعود الطرفان، فى نهاية اليوم غبش، هدومهم مشرطة، والكدمات بادية، وبعض جروحهم نازفة.
شايف كيف؟
المشهد السياسى الآن : كل شخص فيه منتصر..وكل شخص مهزوم..كلهم جرحى وجميعهم أطباء…كلهم يفهمون كل شيئ، ولا يفهمون شيئا…جميعهم شرسون، لو قاموا، وكلهم طيبون حد السذاجة..لذلك أن تتركها لعديمى الخيال..
معقول كل زول شغال يحلل خطاب برهان، وفى نفس الوقت خطاب لا يساوي الحبر الذى كتب به؟
* ملحوظة:-
الصورة تقريبية