أعمدة

السودان الذي لا تعرفونه

بدون زعل..

بقلم/عبدالحفيظ مريود

قالت السيدة مني عبد الله الفكي، مديرة دار المايقوما لرعاية الأطفال فاقدي السند، إن الدار تستقبل، يوميا، بين ثلاثة الي ستة من الأطفال حديثي الولادة..ذلك يعني : تسعون طفلا شهريا، وما يقارب الالف ومائة طفل، سنويا، إذا ما اعتمدنا الرقم الأدني، دون الدخول في المتوسط…وهو ما يعني أكثر من ألف فتاة، وشاب، لم تسعفهم حظوظهم لتلافي حدوث الحمل.

لكن خبرا منسوبا إلي مديرة منظمة تعمل في ذات المجال، قال ان العدد هو سبعة آلاف بين العالمين ٢٠١١ و٢٠٢٢م…وهو رقم غير دقيق استنادا الي تقديرات مديرة الدار، التي أشارت الي أن هناك كثيرا من الأطفال لا يصلون الي الدار، إما لأنهم خنقوا، وتم التخلص منهم، أو سبقت الكلاب الضالة والقطط الآدميين إليهم، وثمة حالات تحتفظ الأسر بالأطفال، ثم تقوم بمعالجات للاوضاع.

شايف كيف؟

هذه الاحصاءات المخيفة داخل ولاية الخرطوم، فقط..واستنادا إلي إفادات سابقة لمحمد محي الدين الجميعابي، مدير منظمة انا السودان التي تولت الإشراف علي الدار، ردحا من الزمان، فإن النطاق الجغرافي الذي يتم التقاط هؤلاء الأطفال منه، لا يتعدي الحدود المعروفة للعاصمة القومية، قديما..يعني الإمتدادات ما داخلة معانا يا جماعة..

قراءة هذه الأرقام علي خلفية حالات الطلاق سنويا في ولاية الخرطوم، تضع استفهامات كبرى..وتقود الي : إلي أين نحن ذاهبون؟ قبل أن نفكر في أى شيئ آخر. ذلك أن الارقام تشير الي وقوع عشرين ألف حالة طلاق في ولاية الخرطوم، في العام الماضي ٢٠٢١م، فقط..فيما شهد العام الذي سبقه ٢٠٢٠م وقوع اثنين وعشرين الف حالة طلاق فى ذات الولاية، دع عنك بقية ولايات السودان. وتربط الأبحاث الاجتماعية ذلك بالتردي وسوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية..علي أن الخبراء يؤكدون أن ثمة اسبابا لا يجري الكشف عنها، بسبب مم( الحياء والمحافظة التي ظلت تلازم المجتمع السوداني طوال تاريخه المجيد)..

لا شك أن الرقم السنوي لحالات الحمل خارج سياج الزواج (الف حالة)، يخفي أضعاف حالات ممارسات جنسية خارج ذات السياج، لم يسفر عنها حمل..الفتيات الغريرات، قليلات التجربة، وسيئات الطالع، فقط، من يقعن في ذلك..وحتي لو لم تجر الحسابات بالطريقة المتشائمة التي أقوم بها، ههنا، فإن الف فتاة سنويا، في ولاية الخرطوم، فقط، ليس رقما يستهان به..مع الوضع في الحسبان أن الفتاة لا تحمل مرتين في العام..شايف كيف؟

عليه…

أي حديث رومانسي عن (أخلاق المجتمع السوداني) هو إنصراف مقيت عن حقائق علي الأرض. يشبه الانصرافات السياسية التي تستمتع النخب السودانية باجترارها، حول (السودان سلة غذاء العالم..غني بموارد لا تتوفر لدولة أخري..نحن قادرون علي حل مشاكلنا دون تدخلات خارجية….الخ)، فيما تقول الحقائق علي الارض إن آخر تعداد علمي دقيق للثروة الحيوانية في السودان جرى عام ١٩٧٧م…وان أجعص وزارة، وخصوصا وزارة الزراعة لا تعرف علي وجه اليقين مساحات وتوزيع الأراضي الصالحة للزراعة في السودان، لأن جهدا مثل ذلك لم يبذله أحد…ولا خارطة استثمارية دقيقة واحدة، قامت بها أى حكومة سودانية من لدن اسماعيل الازهرى..لا نعرف شيئا ، بالارقام، إطلاقا..نسوق الحنك، فقط..

شايف كيف؟

وهو ذات الحنك الذي يقود خطي فتياتنا اليافعي الي الشقق الخالية، أو السيارات المظللة، ويزيد من رهق دار المايقوما… ومن حالات الطلاق، فيما بعد..

شايف كيف؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى