هالا غرز الدين..من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضرواينْ؟
بقلم/محمدعكاشة
يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ…
مَنْ باعَ أسواركِ المشغولةَ بالياقوتْ؟
من صادَ خاتمكِ السّحريَّ،
وقصَّ ضفائركِ الذهبيّهْ؟
من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضرواينْ؟
من شطبَ وجهكِ بالسّكّين،
وألقى ماءَ النارِ على شفتيكِ الرائعتينْ؟
من سمّمَ ماءَ البحرِ، ورشَّ الحقدَ على الشطآنِ الورديّهْ؟
ها نحنُ أتينا.. معتذرينَ..
ومعترفينْ
أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّهْ..
فقتلنا امرأة..
كانت تُدعى الحريّهْ ”
قبل عشر سنوات قمت للمرة الرابعة لزيارة (بيروت) المدينة التي أحببتها حباً يكاد يضارع عشق نزار قباني بل حبها ملك علي أقطار نفسي.
هذه المرة غدوت افتش عن مسارحها ومظان الحكمة بها لتجدني إلى ساحة للحسن ادلف أشرئب إلى معرض للفنون التشكيلية لتتراءي اللوحات لي بعيون فتاة ساحرة تفيض رقة وعذوبة..تلتمع مثل اليراعة وهي في الربي تهطل مثل زخات المطر.
هي مذ كانت طفلة تميل الي رسم مايقع حولها من أشياء ثم وهي تكبر بالسنوات ترافقها موهبة الرسم على الرغم من تفوقها في مجال الرياضيات والفيزياء لتحصل على ليسانس إدارة الأعمال وعلي دبلوم المحاسبة.
ثم..صارت تستحث الخطي باتجاه معارض الفنون التشكيلية تستبق بالموهبة ترسم عدداً من الأعمال ولاتكتفي فتقوم تبدأ من جديد للالتحاق بمعهد الفنون بالجامعه اللبنانية.
الفنانة هالة غرز الدين واحدة من (النجيمات) البعيدة في سماوات بيروت فهي تلون واجهات الأفق المكفهر بالحروب والكروب بأعمال باهرة رغم كل شيء فبيروت مدينة مثل طائر (الفينيق) كلما احترقت تنبعث مرة أخرى من بين ذرات الرماد طماحة بالحياة عامرة بالرغبة في الإنطلاق.
هالة غرز الدين..ياكل المدائن.