من النيل الي القلزم (البحر الأحمر) قصة أهلي ما بين البحر والنهر

بقلم/ سميرة البلوي
أنا والنيل على موعدْ
بغير خريطة الأزمانْ
أنا والنيل قد نخرجْ
على متن اشتعال
الشوق للقلزم
نعم
أعلمْ
مرير ذلك المشوارْ
طريق لم يعد يصلحْ
له التَّسفارْ
أضعنا السر في الأسفارْ
أُحِطنا..
لم نكن نعلمْ
نياق العرب تلبس
من صحاريهم
جلودا تصطبر
بالحرِّ لا تأبهْ
إذا ما أمطرت علقمْ
تراقب صهبة شقراءْ
يرن بساقها الخلخالْ
تجاري الضوء والأقمارْ
اذ تَبْسُمْ.
وَسادةُ قومنا جلسوا
حديثا في اكتناز
الحب والموسيقى
من سلم الى سلَّمْ
بعيدٌ ذلك القلزمْ؟
حسبتك أيها الفردوسْ
سليل جنانا الأعظمْ
حسبتك تقتفي الآثارْ
فحقُّ الرحم
أن ترحمْ
جوارٌ مذ نشوء الخلقْ
بداية
زينة الأكوانْ
صِلات عتقت
بالدمْ
بلاد كوة من نورْ
قرون يعرف التاريخ
بأنها مدخل المنجمْ
بين النيل والقلزم
جوارٌ لو نسميهِ
مواني للنوى بنيت
وشط فيه دُسَّ السُّمْ
غريبا أرسل الصهباء
ويرسل كل يوم
معاول للفنا والهدمْ
حلايب بعض ميراثي
وعيذاب التي ترسمْ
رواية حالما نفدت
نقاط الحبر من
فيه فلم تختم.
نحط رحالنا
يا نيلْ
لعل الآن
من أقوالنا
يفهمْ
جوارنا
يا عزيز النيل
حتميا
كما تعرف
هو الاقدمْ
فكيف ليافع
غض حديث
العهد بالدنيا
على تقسمينا
أقسم؟
ينال مرامه منا
ونحن الجد والأعمام
والأخوال
والام التي حبلت
رضيعا عز أن يُفطمْ
نحط رحالنا الليلةْ
وفي الغد
نكمل المشوارْ
ولابدْ أن
نضع معلمْ
بان القوم هم
ما زالوا
همُ الأقوامْ
لم يقتلهمُ الخذلان
وإنَّ الحق
لا يهزمْ
سميرة البلوي