ثقافة وفنون
أخر الأخبار

كيف أستنشق عطر امرأة وشهوتي للحب يكسوها الغبار

 

بقلم/ محمدعكاشة

قبل بضعة أعوام نكتب:-

النرجسية داء مقيت عند اتصاله بالرجل واتصافه به بيد أنه عندما تتلفعه (الأنثى ) يكون إضافة الى حضورها مالم تتجاوز به خطوات أبعد من الاعتداد الانثوي الخلاب.

في موقع سودانيزاون لاين وعامذاك..أنشر قصة “امرأة خيدع” محاولة لكتابة القصة لتلقى اهتمام الناس والنقاد والعشاق المساكين الحياري مثلما وجدت “يوميات عانس” ذات الإهتمام.

يوميات عانس كانت سلسلة حلقات مدهشة لامرأة جميلة من “بنات الخرطوم” غضيضة الطرف غضة الإهاب ولقد حرت كيف اختارت لظروفها الموضوعية وحالتها النفسية وفسحة العيش الرغيد أن تتأبد في”العنوسة” بلا سبب.

ثم يضج الفضاء بالوسائط السليكونية قفزة بلا ضابط يكتب كل من يدب في الأرض كتابة ويطلع عليه الناس بلا استئذان.

ثم..فتاة أخرى أكثر اجتراءاً حين تكتب تتخفي من وراء جدار الفيسبوك عند لقب “زهرة النرجس” وهي بقدراتنا المتواضعه علي التخييل أنا وصحابتي نظن ظناً ولسنا بمستيقنين بأنها (زهرة) ندية.. ريانة..غير أنها تقفو في كثير من الأحيان كلاماً كبيراً قد لا تعرف معناه ولا تلقي له بالاً وتكاد لا تحفل بالنتائج أو هي تعرف ونحن لا نعرف.

بعض حوارنا هنا وهنالك أنها عاشت حياة عريضة طليقة من كل قيد في مجتمع يقيد كل شيءٍ.

هي تحاور وتكتب في “الجندر ” ودراسات النوع وفي لذة الجنس وفي مقام الروح وفي ساحات الرياضة وفي عوالم الجن العلوي منه والسفلي.

هي تطرح الأسئلة الكبيرة ولا تحر جواباً.

تحرض الذهن والعقل المستقل تستغرب المجتمع الذي يخاصم الأنثى على ماضيها قبل الزواج حين يعتد بعلاقات الرجل الحميمة قبله بحسبانها بطولة مجيدة.

الكاتبة المجترأة هذي تغيب في خلوتها بالحي الراقي بضاحية العمارات ثم تعود لتلفانا وبعض محاوريها ومجايليها يومئذ نغيب في “حضرة” لانرجو بعدها برءاً ولا فكاك.

لقد صرت وبعض “الرفاق ” عند واردات الأوقات نلوذ بحال من الصمت والروحانية ورغبة الاعتكاف بعيداً عن أمثالها وأضرابها والناس.

غدونا ضربة لازب مثل الدراويش “المهابيش” ذاهلين عن أمر الظاهر والباطن وقد اسلمنا الأمر لصاحب الأمر نثوب إليه ونتوب متاباً وقد اتسعت الرؤيا وضاقت العبارة على حد حكمة سيدنا ابن عبدالجبار النفري.

ثم..

نزار قباني يرج رأسنا ويخضه خضاً في حال كهذي وهو يترجاها رجاء أن “أقلبي” الصفحة ياسيدتي :-

غيري الموضوع يا سيدتي

ليس عندي الوقت والأعصاب

كي أمضي في هذا الحوار

إنني في ورطةٍ كبرى مع الدنيا

وإحساسي بعينيك كإحساس الجدار

قهوتي فيها غبارٌ

لغتي فيها غبارٌ

شهوتي للحب يكسوها الغبار

أنا آتٍ من زمان الوجع القومي

آتٍ من زمان القبح ،

آتٍ من زمان الإنكسار .

إنني أكتب مثل الطائر المذعور ،

ما بين انفجار..وانفجار،

هل تظنين بأنا وحدنا ؟

إن هذا الوطن المذبوح يا سيدتي

واقفٌ خلف الستار

فاشرحي لي :

كيف أستنشق عطر امرأةٍ ؟

وأنا تحت الدمار

إشرحي لي :

كيف آتيك بوردٍ أحمر ؟

بعد أن مات زمان الجلنار

غيري الموضوع ،يا سيدتي

غيري هذا الحديث اللا أبالي

فما يقتلني إلا الغباء

سقط العالم من حولك أجزاءً

وما زلت تعيدين مواويلك مثل الببغاء

سقط التاريخ..والإنسان..والعقل

وما زلت تظنين بأن الشمس

قد تشرق من ثوبٍ جميلٍ

أو حذاء

أجلي الحلم لوقتٍ آخرٍ

فأنا منكسرٌ في داخلي مثل الإناء .

أجلي الشعر لوقتٍ آخرٍ

ليس عندي من قماش الشعر

ما يكفي لإرضاء ملايين النساء

أجلي الحب ليومٍ أو ليومين

لشهرٍ أو لشهرين

لعامٍ أو لعامين

فلن تنخسف الأرض ،

ولن تنهار أبراج السماء

هل من السهل احتضان امرأةٍ؟

عندما الغرفة تكتظ بأجساد الضحايا

وعيون الفقراء ؟

إقلبي الصفحة يا سيدتي

علني أعثر في أوراق عينيك

على نصٍ جديد

إن مأساة حياتي، ربما

هي أني دائماً أبحث عن نصٍ جديد

آه ..يا سيدتي الكسلى

التي ليست لديها مشكله

يا التي ترتشف القهوة

من خلف الستور المقفله

حاولي

أن تطرحي يوماً من الأيام بعض الأسئله

حاولي أن تعرفي الحزن الذي يذبحني حتى الوريد

حاولي..أن تدخلي العصر معي

حاولي أن تصرخي

أن تغضبي

أن تكفري

حاولي..أن تقلعي أعمدة الأرض معي

حاولي أن تفعلي شيئاً

لكي نخرج من تحت الجليد

غيري صوتك

أو عمرك

أو إسمك ..يا سيدتي

لا تكوني امرأةً مخزونةً في الذاكره

وادخلي سيفاً دمشقياً بلحم الخاصره

غيري جلدك أحياناً

لكي يشتعل الورد ،

وكي يرتفع البحر ،

وكي يأتي النشيد

أسكتي يا شهرزاد

أسكتي يا شهرزاد

أنت في وادٍ ..وأحزاني بواد

فالذي يبحث عن قصة حبٍ.

غير من يبحث عن موطنه تحت الرماد.

أنت ..ما ضيعت ، يا سيدتي ، شيئاً كثيراً

وأنا ضيعت تاريخاً

وأهلاً

وبلاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى