مناوي . و السماء ذات البروج

أوتاد – أحمد الفكي
مني أركو مناوي سياسي سوداني شغل منصب الأمين العام لحركة تحرير السودان بجانب عبد الواحد محمد نور والقائد الميداني السابق لحركة جيش تحرير السودان إقليم دارفور وجبل مرة حيث انشق عن الحركة و انضم إلى حكومة الخرطوم وشغل كبير مساعدي الرئيس السوداني السابق عمر حسن أحمد البشير، رابع أكبر منصب في الرئاسة تقنياً بحسب الدستور ورئيس سلطة دارفور الإقليمية الانتقالية وفق إتفاقية أبوجا لسلام دارفور 2006 – 2010 .
بناءً على اتفاقية جوبا لسلام السودان بين حكومة السودان الإنتقالية، وأطراف العملية السلمية إستناداً على أحكام الوثيقة الدستورية أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني السابق د/ عبدالله حمدوك، قرارا بتعيين مني أركو مناوي حاكماً لإقليم دارفور وهو عليه الآن.
يمتاز ظهور خطاب مناوي الشعبي بالعفوية المطلقة ووضح ذلك جلياً في أكثر من مناسبة جماهيرية ، و الشعب السوداني شعب لمَّاح وظريف و سريع البديهة ( لا يفوِّت شاردة و لا واردة ) في حالة حدوث خطأ لغوي أو معلومة عامة تكون معروفة للجميع بالذات من إنسان مسؤول و له مكانته في المجتمع . وقتها تُسل سيوف و سكاكين التندر و السخرية الممزوجة بالفكاهة و الضحك، وذلك من زمن ( نشكر المواطن علي حسن سَلُّوكة ) بدلاً عن ( نشكر المواطن على حُسنِ سُلوكه ) ففي خطاب جماهيري منقول على الفضائيات السودانية جاء مناوي بعفويته لينطق اسم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان فقال عبد الفتاح السيسي ، رغم التنبيه له لم يتراجع ضحك هو ومن في الجمع ومن هم خلف الشاشات التلفزيونية . وفي مناسبة أخرى أيضاً أراد أن يقول عبد الفتاح البرهان قال عبد الوهاب البرهان . وفي مناسبة جماهيرية كان يتحدث و أراد أن يختم حديثه و جاء المتحدث الثاني ليقول كلمته وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي ووقف بجوار مناوي ليأخذ فرصته في الحديث وقتها مناوي تذكر شيء أراد أن يقوله و بعفويته المطلقة و بساطة أهل السودان قال لحميدتي : (عليك الله يا النائب الأول أرجع كرسيك أخلص كلامي و تعال) ، من قتها أصبح أهل السودان يتشوقون لسماع خطابات مني أركو مناوي و للقاءات التي تُجرى معه .
يوم أمس شاهدت مقطع فيديو صغير حوى لقاء قديم في قناة سودانية 24 أجريَّ مع مناوي . المذيعة سألته : ماذا كنتم تفعلون في ليبيا .؟ مناوي : قاعدين بس، لأنو ضايقونا في السودان ، ما إنتِ قلتي هزموك ، أمشي وين يعني .. أمشي السماء ذات البروج . ما لازم أمشي مكانٍ ما .
لقد ابتسمت حتى ضحكت لعبارة (أمشي السماء ذات البروج) وقلت في نفسي الحمد لله لم يقل السماء الأحمر . لأنَّ السماء زرقاء و جميلة جمال (….. الملايين)
عبارة أمشي السماء ذات البروج التي قالها مناوي تدل على فطرته الطيبة وروحه الدينية السمحة و لا غرو في ذلك و معظم أهل دارفور حفظة لكتاب الله العظيم . وها أنا أجدها سانحة طيبة آخذك معي عزيزي القارئ في سياحة روحية بسيطة لنعيش في جو سورة البروج وهي في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم . آياتها إثنتان و عشرون وهي من السور المكية ، تعرض لحقائق العقيدة الإسلامية ، المحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هي حادثة ( أصحاب الأخدود ) وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة و الإيمان .
ابتدات السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات النجوم الهائلة و مداراتها الضخمة التي تدور فيها تلك الأفلاك ، و باليوم العظيم المشهود وهو يوم القيامة ، و بالرسل و الخلائق على هلاك و دمار المجرمين الذين طرحوا المؤمنين في النار ليفتنوهم عن دينهم . ثم تلاها الوعيد و الإنذار لأولئك الفجار على فعلتهم الشيعة.
و بعد ذلك تحدثت عن قدرة الله على الإنتقام من أعدائه الذين فتنوا عباده و أولياءه .
وختمت السورة الكريمة بقصة الطاغية الجبار فرعون و ما أصابه و قومه من الهلاك و الدمار بسبب البغي و الطغيان ، وهو ختم رائع يناسب موضوع السورة الكريمة .
* آخر الأوتاد :
شكراً مني أركو مناوي و انت تذكرنا بالسماء ذات البروج . و من أوتاد دعوة لتدبر آيات هذه السورة الكريمة ، سورة البروج و قراءة قصة المرأة و معها صبيها التي تقاعست أن تقع في الأخدود ، فقال لها الغلام : ( يا أماه إصبري فإنك على الحق ) أنظر القصة في صحيح مسلم .