عندما نضع المربع داخل الدائرة

أوتاد
أحمد الفكي
من المهم إيجاد الشخص المناسب في المكان المناسب ، و ذلك يكفينا شر متاعب و مأسي وضع المربع داخل الدائرة و لعل اللبيب بالإشارة إلى العنوان أعلاه قد فهم المقصد .
قبل أن أدلف لمحور الموضوع في ذاكرتي مقولة سمعتها من الإمام الراحل الصادق المهدي ” طبَّبَ الله ثراه” في ندوة سياسية عقب إنتفاضة أبريل ١٩٨٥ في أم درمان الثورة الحارة ٢١ دعماً لمرشح حزب الأمة وقتذاك بكري عديل حيث قال للجمع بإسلوبه السلس البسيط : ( الزول الما بعرف يشيل الفأس ما بنديه الكأس عشان ما يكسِر الكأس و يحيِّر الناس )
محور مقولة الإمام الصادق المهدي يدور حول القائد الناجح أي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب . و في ذلك الفلك نقع على المثل الإنجليزي : إذا قاد الأعمى رجل أعمى كلاهما سقط في الحفرة If the blind lead the blind both shall fall into the ditch لذا نلاحظ أنَّ هناك من خدمته الظروف فهبت رياحه فاستغلها فوجد نفسه رئيساً للجنة تنفيذية وهو يفتقد لمقومات القيادة .
في كلامنا العامي نجد الكثير من الحِكم و الأمثال التي سارت بها الركبان و نجد ذلك في أقوال الشيخ فرح ود تكتوك و الشيخ العبيد ود بدر و من أشهر أقوال الشيخ العبيد ود بدر عن الرئاسة : ( العندو درهم من الرئاسة ما تكمل معاهو الفراسة و القادر ماتقادرو ، والعوير ماتهاظرو ، وما تشهد بي الماك حاضرو ) هذا القول يُشير إلى أن من يطمع في السلطة ولو قليلاً تفارقه الفطنة والذكاء، ولا يُمكن مقارنة القادر بالعاجز، ولا ينبغي الشهادة على ما لا يُدركه الشخص بنفسه .
لذا من أراد أن يكون قائداً ناجحاً عليه أن يتمتع برؤية واضحة وقدرة على إلهام فريقه ، ويتميز بالصدق ، والنزاهة ، و حسن الخُلق متى يتحدث و متى يصمت و كيف يمدح و كيف يقدح ، والثقة بالنفس ، والمرونة في مواجهة التحديات . كما يمتلك مهارات تواصل فعَّالة، وقدرة على التحفيز والتشجيع ، واتخاذ قرارات صائبة ليس فيها شيء من التَّعَجُّل ، وقوة في التفكير الاستراتيجي ، والقدرة على تحمل الضغوط في الأزمات ، والاستعداد لتحمل المسؤولية وإظهار التعاطف مع فريقه ، و التمتع بسعة الصدر .
عليه : كل من خدمته الظروف ووجد نفسه في موقع قيادة أي منظمة من منظمات المجتمع المدني التطوعية مثل الجاليات و الروابط بشقيها الرياضي و المجتمعي أن يكون واسع الصدر يزينه الحُلم و الثبات الإنفعالي ، بحر يُشرب منه و يُغتسل فيه ، واسع الإنفاق المادي و الزمني لا يتبع النفس اللجوج هواها و ان يكون مدركاً بمكانة من يعمل معهم مُكِناً لهم بوافر التقدير و الإحترام باختصار ان يكون شيخ عرب بكل ما في الكلمة من معنى و إذا لم تتوفر فيه هذه الصفات فاليغادر موقع القيادة غير مأسوف عليه .
* مجتمع الأوتاد :
بكل سرورٍ تلقينا نبأ ترقية الأخ سعادة العميد شرطة مدثر أحمد الشيخ من رتبة العقيد إلى رتبة العميد بمدينة الدمازين التهنئة له و لشقيقه عبد الماجد أحمد الشيخ و لكافة الأسرة مع أمنياتنا لسعادة العميد شرطة مدثر بأعلى الرتب العسكرية .
* آخر الأوتاد :
لأبي الطيب المتنبي :
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي
أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ