أعمدة

قدلة الهلال و الخرطوم و سُكات الخسَّامة

أوتاد
أحمد الفكي

في إنجاز تاريخي رياضي عالمي و قياسي حققه هلال الملايين .. هلال السودان الذي شارك في بطولة سوبر ون الموريتاني رفقة نده التقليدي شقيقة المريخ موسم ٢٠٢٤ – ٢٠٢٥ حيث حقق هلال السودان صدارة الدوري بكل جدارة و تحقيق البطولة الرمزية وفق لائحة إتحاد كرة القدم الموريتاني ، فكان للهلال أن ( قدل) تبختر أي مشى مشية يحبها الله لأنها مشية لرفعة الوطن و انتصاره إنتصاراً للسودان العزيز الأبي مواصلاً إنتصارات قوات شعبنا المسلحة التي دحرت الجنجويد المرتزقة مليشيا آل دقلو الإرهابية و الشيءُ بالشيءِ يُذكر في القدلة التي يحبها الله التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي دجانة سماك بن أوس الأنصاري حيث جاءت سيرته العطرة في كتب التاريخ الإسلامي .
كان أبو دجانه الأنصاري له نصيب الأسد في خوض المعارك بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث حضر غزوة بدر الكبرى ، وصال فيها وجال حتى شهد له الجميع بأنه مقدام شجاع لا يخاف الموت ، يشق صفوف الأعداء ويقتلهم تقتيلًا، وقد صرع يومها زمعة بن الأسود.
وفي غزوة أحد ثبت يوم فر وتقهقر المسلمون للخلف ، واشتهر يومها باسم عصبة الموت ، فقد روى الزبير بن العوام رضيَّ الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد أنه قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقمت فقلت أنا يا رسول الله ، فأعرض عني ثم قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقلت : أنا يا رسول الله ، ثم قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ، فقام أبو دجانة فقال أنا آخذه يا رسول الله بحقه ، فما حقه ؟
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : ( ألّا تقتل به مسلماً ولا تفر به من كافر ) ، وبعد أن أخذ أبو دجانة السيف من يد نبي الله ، أخرج عصابته الحمراء فتعصَْبَ بها و قال : ( إني امرؤ عاهدني خليلي أن لا أقيم الدهر في الكبول ، إذ نحن بالسفح لدى النخيل ، أضرب بسيف الله و الرسول ، وكان يتبختر بين الصفوف . فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إنها مشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن ، وبعدها انطلق أبو دجانة في صفوف المشركين وجعل لا يرى أحداً منهم إلا قتله ، حتى وصل لقائدة جيش نسوة المشركين ، وكانت هند بنت عتبة . فلما شهر سيفه في وجهها صرخت ، فعلم أنها امرأة وأبى أن يقتلها بسيف رسول الله .
فقدل الهلال قدلة الفخر و الشرف و النصر رافعاً اسم السودان عالياً في الدوري الموريتاني الذي يُعتبر دوري قوي نسبة لحصول وصيف الهلال المستدام المركز السادس وهذا يعني قوة الدوري الموريتاني عن الدوري السوداني الممتاز الذي تعوَّد أن يكون فيه المريخ وصيفاً لهلال الملايين و بذلك قدل الهلال و سكَّت الخسَّامة كما ذكر ذلك الشاعر الراحل محمد علي ابو قطاطي في قصيدته التي تعنَّى بها فنان إفريقيا الأول محمد وردي التي يقول مطلعها :
سوات العاصفة بساق الشتيل الني
وفعل السيل وقت يتحدر يكسح ما يفضل شي
دا كان حبك وقت حسيتو شفت الدنيا دارت بي .
حتى يصل إلى أقدلي و سكتي الخسَّامة و انزلي في العوازل كي .
ومع القدلة إليك عزيزي القارئ مطلع من رائعة الفنانة ندى القلعة التي استحقت لقب سيدة غناء السودان لوقفتها البطولية في معركة الكرامة و أغنية أقدلي زينة يا الخرطوم و التي في مطلعها :
أقدلي زينة يا الخرطوم
جيشك في ربوعو يحوم
أقدلي.. أقدلي.. أقدلي
مفرِّد ضربو نار و سَموم
طالق في عدوه سُموم
جوك الما بقو لي وسواس
شالوك في العيون و الرأس
* آخر الأوتاد :
قبل أن بسدل ستار دوري سوبر 1 الموريتاني بآخر مباراة ها هو هلال الملايين الذي كسب ملايين جُدد من الجمهور الموريتاني قد قدل ولا زال يقدل في زهوٍ رياضي أسعد به قاعدته العريضة وهو الذي حقق ٦٤ نقطة من ٢٩ مباراة فاز في ١٧ و تعادل في سبعة و خسر ثلاثة منها واحدة إدارية فمن حق الهلال إن يقدل كقدلة الخرطوم و بقدلتهم تسكت الخسَّامة .
في تراثنا الشعبي المثل السائر : ( بلداً ما فيها تمساح يقدل فيها الورل ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى