شربات البروف علي شمو

أوتاد
أحمد الفكي
في جلسة غداء عامرة إثر الزيارة التي قمنا بها قيادة الباشا حيدر محمد طه رئيس الجالية السودانية في حائل، و الخبير الزراعي د/ كمال عبد الله حاج التوم ، د/ بدر الدين باشاب، د/ عوض بخيت محمد خالد، و الأستاذ بدوي إسماعيل، للبروف على شمو الذي حلَّ علينا ضيفاً في مدينة حائل .
كانت جلسة أبوية أخوية و سرعان ما تحولت إلى منتدى ثقافي، إجتماعي، رياضي . تجاذبنا أطراف الحديث عن الهلال و المريخ بحكم أنه كان وزيراً للشباب و الرياضة أيام حكم الرئيس جعفر نميري ” طبَّبَ الله ثراه” و تحدثنا عن جبر الخاطر و الحال الذي يمر به سوداننا الحببب علماً أنَّ جبر الخواطر خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل، يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها .
نعم ما أحوج أهلنا في السودان لجبر الخواطر ،
للإمام سفيان الثوري: (ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم )
لا شك أنَّ جبر الخواطر تعد عبادة عظيمة ، ينال المسلم بها رضا الله عزَّ و جلَّ وينال الأجر العظيم يوم القيامة، و هي نوع من أنواع الصدقة، فلا تقتصر الصدقة على إعطاء الأموال، وإنما تتعداها للتخفيف عن الناس أوجاعهم ومشاركة الناس في السراء و الضراء .
في خضم حديثنا عن جبر الخواطر ذكر لنا الرئيس الأسبق لنادي مريخ الحصاحيصا الأستاذ أبو عَكر محمد خضر الطاهر ( أيقونة الجلسة) موقف إنساني يخص البروف علي شمو قائلاً : ( تذكر يا خالي علي عندما ذهبنا لقرية …. و زرنا قريبتنا الحاجة… فكم كانت فرحتها و سعادتها بنا فأبت نفسها إلا أن تكرمنا بما عندها من الموجود فرأيناها بأم أعينا تعصر ثلاث ليمونات ناشفات ثم قامت بدقِّهِِنَّ ، ثم من ماء نقَّاع الزير البارد صبت الماء على الليمون و السكر ، وبطرف ثوبها النظيف قامت بتصفية الشربات ( عصير الليمون ) وقدمته لنا . أنا عفت ذلك أما بروف علي فقد شرب كبايته و قال لها عليك الله أديني تاني شرباتك حلوة خلاص )
وقتها قلت للبروف على شمو جراء موقفه الجميل بلهجة سودانية كاملة الدسم : و الله شعرة جلدي كلبت، فضحكنا و ضحك الجميع فكانت شربات بروف على شمو نموذج من نماذج جبر الخواطر .
* آخر الأوتاد :
من سار بين الناس بجبر الخواطر، أدركته عناية الله في وقت المخاطر