الحربُ في شهرها الثامن..شيخُ الأمين مَنسول من الجهتين

بقلم/محمدعكاشة
الحربُ تدخلُ شهرها الثامنُ والعاصمةُ الخرطوم تكادُ تغدو أثراً بعد عين وقد عاثَ الجنجويد الزُنماء البطالون بديارها فساداً فهؤلاء مغبونونَ إذّ يفدون من دولِ الشتات بحالةِ كراهيةٍ مَقيتة.
المواقفُ من حربِ الخامس عشر من أبريل الماضي تسبينُ المواقفُ حولها فريقانِ لا ثالث لهما فلقد تَخِذّت مركزيةُ قوي الحُريّة والتغيير طريقاً ترفعُ شعاره لا للحرب تستبطنُ دعماً مُستخذيّاً للجنحويد ضد فلول الاسلاميين والفلولُ بوصفهم هم قادةُ الجيش انقلابيّو الخامس والعشرين من أكتوبر أو عُضويةُ الحركة الإسلامية المُندسين في مفاصل الدولة السودانية ” العقيمة” وهؤلاءِ الفلولُ لأسبابٍ عديدة تَخذّوا الطريقَ المُحاذي بوجوبِ استمرار الحرب لاجتثاثِ شأفةِ المُتمردين صنائعُ الرئيس البشير أزلامُ حميدتي وأجنادهُ.
ثم والمواطن المغلوبُ المنكوبُ في مالهِ وداره وعِرضه لا يكادُ يستبينُ أيُّ الطريقينِ أهدي وقد تطاولت أيامُ الدمار ولياليه فالذي غادر إلي الاقاليم أو إلي دول الجوارِ يسؤوه الذي حدث مما يفوقُ التصور.
ثلةٌ قليلةٌ من المواطنين تلوذُ ببعضِ الأحياء والحارات رغمَ القتل والنهب والترويع علي أيدي مليشيا الدعم السريع أو القصف والتدوين أو الموت جوعاً بسبب إنعدام الغذاء والدواء.
في مشاهدِ الحرب المُستعرةُ صُورٌ اسطورية فالفنان عركي البخيت لا يستبدُ بموقفهِ بلزومِ أم درمان رغمَ فُرصه الواسعة للسفر إلي بلدانٍ عدة غير أن عركي ذي مواقفهُ ومباديه لايتبدل ولا يحيد ومثلهُ يسطعُ الشاب طه سليمان بينما أقرانُه وقريناته يَصخبنَ في العواصمِ العربية ولا يخشينَ بأساً ولا رهَقاً.
الحربُ ذاتُها ومدينةُ ام درمان هي أول ماتوجهت إليه سهامُ الجنجويد الصَدئةُ في حالةِ عنافةٍ بالغة تترجي مَحو معناها ومبناها فهي مصهرُ أهل السودان جميعاً كما يعلمون.
أمدرمان ودنباوي واب رووف وامبدات والشهداء والمسالمة والموردة والعباسية وعابدين شرف واستاد الهلال.
صمدَ بعضُ أهلُ هذه الأحياء رغمَ كل شيء وانكبَ بعضهم عند مضيفةِ شيخ اللمين المكاشفي والرجلُ لم يستبقي شيئاً يُكرم وفادتهم ويغيثُ غرثاهم ويُطببُ جرحاهم.
الشيخُ الأمين رجلُ مثارُ جدلٍ متُطاولٍ لسنواتٍ خلونَ أيام السِلم يختلفُ الناس حوله كون أنُه رجلٌ يلتمسُ طريقَ “القوم” طريقاً بيدَ أنه يلتبسُ عليهم بأسلوبه ولبوسه وعلاقاته.
السادة الصُوفييّن لا يقولونَ بشانهِ ولا ينبسون ببنتِ شفة وهو من جهته تتسعُ دوائرُ جذبهِ للشباب من الجنسين ولرموز المجمتع ونجوم الفن ورجال الأعمال حتي تَظني البعضُ بأنه عملٌ من أعمال الماسونية وهو ظنُ من حارَ به الدليلُ لضبطِ صفةِ الرجل وصيتهِ الذائعُ.
شيخ اللمين منذُ نشوب الحرب استعصم بداره وقد غادر مُعظمُ مشايخُ ام درمان إلي الخارج وهو = الأمين= من باستطاعتهِ السفرُ آمناً مُطمئناً إلي بروكسل أو أمستردام أو الي الجُميرا في دُبي علي أضعف الإيمان غيرَ أنهُ لم يفعل والناسُ لموقفه ذا علي مواقف.
لا يقدحُ في موقفِ شيخ اللمين صلتهُ المعلومةُ مع قائد الدعم السريع ومنذا من لم تكُ له صِلةٌ ومصالح مع الدعم السريع قبل الحرب غيرَ أن للشيخ الأمين صلات مُعتادةٌ بطبيعة الحال مع قادة السيادي وجهاز الأمن والاستخبارات العسكرية ومع قادة الشرطة.
حالةُ التطيُّر بشأن اعتصام السيد الأمين بمسيده بامدرمان تُجاوزُ المدي ويتمُ تأويلها علي نحو دعمه للدعم السريع وتعاونه معهم وهو تأويلٌ ينقضهُ بأن الرجلَ لا حيلة له ما دامت ارتكازات الجنجويد تُحيطُ به من كل جانب وليس من سبيل إلي مُعاداتهم وليس مطلوباً منهُ ذلك بعلم الاستخبارات العسكرية وهو بذا مأذونٌ له منسولٌ من الجهتين بلا إتفاق حِفاظاً علي أرواحِِ الأسر التي تدافعت إلي داره تأكلُ وتشربُ وتأوي إلي ركنٍ شديد وحينَ تضعُ الحربُ أوزارها يستبينُ الناس الرُشدَ من الغَيّ والخبيثَ من الطيّب واللهُ المُستعانُ علي ماتصفون.